كتاب البهجة الوفية بحجة الخلاصة الألفية (اسم الجزء: 1)
وتراه في باب العلم يقول: " بِفَتْحِ عَيْنٍ ثُمَّ لَامٍ العَلَمْ ".
وابن الغزي من جميل صنيعه في الشرح أنه علل كثيرًا من ترتيب ابن مالك لأبواب الألفية، ومما يُظهر لك هذا جليلًا قوله في باب التصغير إذ ذكره ابن مالك بعد باب التكسير فقال منشدًا (¬١):
قَدْ عَقَّبَ التَّكْسِيرَ بِالتَّصْغِيرِ ... لَمَّا تَقَارَبَا وَبِـ"التَّحْقِيرِ"
وقال في باب الحذف بعد أن ذكره ابن مالك بعد الإبدال (¬٢):
قَدْ عَقَّبَ الإِبْدَالَ بِالحَذْفِ كَمَا ... هُوَ عَلَى الإِدْغَامِ وَضْعًا قُدِّمَا
لِأَنَّهُ نَوْعٌ مِنَ الإِعْلَالِ ... مَعْ عِدَّةٍ مِنْ أَوْجُهِ الإِبْدَال
تراه أحيانًا يعلل بعض الفصول ولماذا وضعها ابن مالك، فتراه ينشد في أحد فصول الإبدال (¬٣):
عَقَدَ هَذَا الفَصْلَ فِي إِبْدَالِ ... التَّاءِ وَالطَّاءِ وَحَرْفِ الدَّال
وفي كثير من المواضع يعتذر لابن مالك في ترتيبه لبعض الأبيات، وتراه يعدل عليه في الأمثلة، وإذا استطاع عدل البيت كاملًا وترتيبَه، فتراه يقول في كثير من المواضع "لو كان كذا لكان أفضل"، "لو كان كذا لكان أحسن"، "ولو أتى به لكان أفضل"، ومن مثل ذلك (¬٤):
وَكُلُّ حَرْفٍ مُسْتَحِقٌّ لِلبِنَا ... لَوْ قَالَ "مَبْنِيٌّ" لَكَانَ أَحْسَنَا
إِذْ لَيْسَ كُلُّ مُسْتَحِقِّ أَمْرِ ... يَكُونُ مَوْصُوفًا بِذَاكَ الأَمْر
وقوله (¬٥):
وَالأَكْثَرُ الثَّانِي فَلَوْ قَدَّمَهُ ... لَكَانَ أَوْلَى مِثْلَ أَنْ يَنْظِمَهُ
_________
(¬١) انظر: البيت ٨٣٠٠.
(¬٢) انظر: البيت ٩٧٩٨.
(¬٣) انظر: البيت ٩٧٦٢.
(¬٤) انظر: البيت ٦٢٣.
(¬٥) انظر: البيت ٧٠٢٤.
الصفحة 21
448