كتاب البهجة الوفية بحجة الخلاصة الألفية (اسم الجزء: 1)
قلنا في ترجمة الغزي إن له ثلاثة شروح على الألفية، منظومان ومنثور، ونحن نبين علاقة هذه الشروح فيما بينها.
الأصل في الشروح الثلاثة هو الشرح المنثور، ويدلل على ذلك أن الغزي في النظم يحيلك عليه في أكثر من موضع، ومن ذلك قوله (¬١):
هَذَا لِسِيبَوَيْهِ مَعْ أَعْيَانِ ... أَئِمَّةِ النُّحَاةِ وَالقَوْلَانِ
مِنْ تِسْعَةٍ مَذَاهِبًا بَلْ عَشَرَه ... فِي الأَصْلِ قَدْ ذَكَرْتُهَا مُخْتَصَرَه
وقوله (¬٢):
كَـ"عَامِرٌ قَامَ وَزَيْدٌ لُمْتُهُ" ... إِذْ لَيْسَ رَابِطٌ كَمَا بَيَّنْتُهُ
فِي أَصْلِ ذَا الشَّرْحِ بِلَفْظٍ اتَّضَحْ ... وَالرَّفْعُ فِي غَيْرِ الذِي مَرَّ رَجَحْ
أما الشرح الثالث فهو شرح منظوم أيضًا، وهو اختصار للكتاب الذي بين أيدينا، والمختصر يقع في خمسة آلاف بيت تقريبًا، قال في مقدمته:
وَبَعْدُ فَالنَّحْوُ عَظِيمُ المَنْزِلَه ... إِذْ كُلُّ عِلْمٍ مُطْلَقًا يَحْتَاجُ لَهْ
وَمِنْ أَجَلِّ كُتْبِهِ وَأَنْفَسِ ... أَلْفِيَّةُ ابْنِ مَالِكِ الأَنْدَلُسِي
قَدْ جَمَعَتْ مُهِمَّ هَذَا الفَنِّ ... فَلَيْسَ عَنْهَا طَالِبٌ يَسْتَغْنِي
وَكُنْتُ قَدْ شَرَحْتُهَا فِيمَا مَضَى ... شَرْحًا نَفِيسًا مُسْتَجَادًا مُرْتَضًى
مُهَذَّبَ الوَضْعِ مَعَ الوُضُوحِ ... مُسْتَوْعِبًا مَقَاصِدَ الشُّرُوحِ
مَعَ زِيَادَاتٍ عَلَيْهَا جَمَّه ... وَمَعَ أَبْحَاثٍ بِهِ مُهِمَّه
وَقَدْ سُئِلْتُ فِي انْتِخَابِ الدُّرَرِ ... مِنْ بَحْرِهِ وَفِي احْتِلَابِ الدَّرَرِ
وَفِي اهْتِصَارِ غُصْنِهِ لِلقَاطِفِ ... وَفِي اخْتِصَارِ مَتْنِهِ لِلوَاقِف
ولعل الله ييسر لي بإذنه ومنه وكرمه إخراج هذين الشرحين قريبًا بإذن الله تعالى.
_________
(¬١) انظر: البيت ٧٧٧ وما بعده.
(¬٢) انظر: البيت ٣١٩٤ وما بعده.
الصفحة 52
448