كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
ثم قال لسعيد بن منقذ : قم فأشعل النيران وارفعها ، وسر أنت يا عبد الله بن شداد فناد : يا منصور ، أمت ، وأنت يا سفيان بن ليلى ، وأنت يا قدامة بن مالك : ناد يا لثارات الحسين ، ثم لبس سلاحه . و كانت الحرب بين أصحابه وبين الذين ندبهم ابن مطيع لحفظ الجبابين في تلك الليلة ، فكان الظفر لأصحاب المختار ، وخرج المختار في جماعة من أصحابه حتى نزل في ظهر دير هند في السبخة ، وانضم إليه ممن تابعه ثلاثة آلاف وثمانمائة من اثني عشر ألفا ، واجتمعوا له قبل الفجر ، فأصبح وقد فرغ من تعبئته ، وصلى بأصحابه بغلس .
و قد جمع ابن مطيع أهل الطاعة إليه ، فبعث شبث بن ربعى في ثلاثة آلاف ، وراشد بن إياس في أربعة آلاف من الشرط ، لقتال المختار ومن معه ، وأردفهم بالعساكر ، واقتتلوا ؛ فكان الظفر لأصحاب المختار ومن معه ، وكان الذي صلي الحرب ودبر الأمر إبراهيم بن الأشتر . فلما رأى بن مطيع أمر المختار وأصحابه قد قوي خرج بنفسه إليهم ، فوقف بالكنائس واستخلف شبث بن ربعى على القصر ، فبرز إبراهيم بن الأشتر لابن مطيع في أصحابه وحمل عليه ، فلم يلبث ابن مطيع أن أنهزم أصحابه ، يركب بعضهم بعضاً على أفواه السكك ، وابن الأشتر في آثارهم ، حتى بلغ المسجد ، وحصر ابن مطيع ومن معه في أشراف الكوفة في القصر ثلاثاً ، فقال شبث لأبن مطيع : انظر لنفسك ولمن معك ؛ فقال : أشيروا علي ؛ فقال شبث : الرأي أن تأخذ لنفسك ولنا أماناً ، وتخرج ولا تهلك نفسك ومن معك ؛ فقال ابن مطيع : إني لأكره أن أخذ منه أماناً ، والأمور لأمير المؤمنين مستقيمة بالحجاز والبصرة ؛ فتخرج ولا تشعر بك أحداً ، فتنزل بالكوفة عند من تثق إليه حتى تلحق بصاحبك . فأقام حتى أمسى ، وخرج وأتى دار أبي موسى ، وترك القصر ، ففتح أصحابه الباب ، وقالوا : يا ابن الأشتر ، آمنون نحن ؟ فقال : أنتم آمنون ؛ فخرجوا ؛ فبايعوا المختار . ودخل " المختار " القصر فبات به ، وأصبح أشراف الناس في المسجد وعلى باب القصر ، وخرج المختار فصعد المنبر وخطب الناس ، ثم نزل .

الصفحة 10