كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 102 """"""
ذكر الوقعة بين شبيب وسفيان الخثعمي
قال : ثم ارتحل شبيب ، وخرج معه طائفة ، وأقامت طائفة ؛ فسار في أرض الموصل نحو أذربيجان . وكتب الحجاج إلى سفيان ابن أبي العالية الخثعمي يأمره بالقفول ، وكان معه ألف فارس يريد أن يدخل بها طبرستان . فلما أتاه كتاب الحجاج صالح صاحب طبرستان ورجع ، فأمره الحجاج أن ينزل الدسكرة حتى يأتيه جيش الحارث بن عميرة الهمداني وتأتيه خيل المناظر ، ثم يسير إلى شبب . فأقام بالدسكرة ونودي في جيش الحارث : الحرب بالكوفة والمدائن ، فخرجوا حتى أتوا سفيان ، وأتته خيل المناظر عليهم سورة ابن أبجر التميمي ، وكتب إليه سورة بالتوقف حتى يلحقه ، فعجل سفيان في طلب شبيب ، فلحقه بخانقين وارتفع شبيب عنهم ، وأكمن له أخاه مصاداً في خمسين رجلا ، ومضى في سفح الجبل ، فقالوا : هرب عدو الله ، فاتبعوه ، فقال لهم عدي بن عميرة الشيباني : لا تعجلوا حتى تبصروا الأرض لئلا يكون قد أكمن بها كميناً ، فلم يلتفتوا واتبعوه ، فلما جازوا الكمين عطف عليهم شبيب ، وخرج أخوه في الكمين ، فانهزم الناس بغير قتال ، وثبت سفيان في نحو مائتين ؛ فقاتلهم قتالاً شديداً ، ثم نجا حتى انتهى إلى بابل مهروذ وكتب إلى الحجاج بالخبر ، ويعرفه وصول الجند إلا سورة بن أبجر فإنه لم يشهد معي القتال .
ذكر الوقعة بين شبيب وسورة
قال : ولما وصل كتاب سفيان إلى الحجاج كتب إلى سورة ابن أبجر يلومه ويتهدده ، ويأمره أن ينتخب من المدائن خمسمائة فارس ويسير بهم وبمن معه إلى شبيب ، فسار سورة بهم نحو شبيب ، وشبيب في جوخي ، وسورة في طلبه حتى انتهى إلى المدائن ، فتحصن منه وأخذ منها دواب وقتل من ظهر له ، وخرج حتى

الصفحة 102