كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 105 """"""
وركب بغلاً ، وخرج إلى سعيد وهو على باب المدينة فحمل عليهم ، وقال : لا حكم إلا للحكم ، فهزمهم وثبت سعيد ، ونادى أصحابه ، فحمل عليه شبيب ، فضربه بالسيف فقتله ، فانهزم ذلك الجيش ، وقفلوا حتى انتهوا إلى الجزل ، وكان قد وقف في بقية العسكر ، فناداهم : أيها الناس ، إلي إلي ، وقاتل قتالاً شديداً حتى حمل جريحاً ، وقدم المنهزمون الكوفة .
وكتب الجزل إلى الحجاج بالخبر ، وأقام بالمدائن ، فكتب إليه الحجاج يشكره ويثني عليه ، وأرسل إليه نفقةً ومن يداوي جراحه ، وسار شبيب نحو المدائن فعلم أنه لا سبيل إلى أهلها ؛ فأقبل حتى أتى الكرخ ، فعبر دجلة إليه ، وأرسل إلى أهل سوق بغداد فأمنهم ، وكان يوم سوقهم ، واشترى أصحابه دواب وغيرها .
ذكر مسير شبيب إلى الكوفة
قال : ثم سار شبيب إلى الكوفة فنزل عند حمام عمر ابن سعد ، فلما بلغ الحجاج مكانه بعث سويد بن عبد الرحمن السعدي في ألفي رجل ، وقال له : الق شبيباً فإن استطرد لك فلا تتبعه . فخرج وعسكر بالسبخة ، فبلغه أن شبيباً قد أقبل ، فسار نحوه وأمر الحجاج عثمان بن قطن فعسكر بالناس في السبخة ، فبينا سويد يعبيء أصحابه إذ قيل له : أتاك شبيب ؛ فنزل ونزل معه جل أصحابه ، ثم أخبر أنه قد عبر الفرات وهو يريد الكوفة من وجهً آخر ، فركب هو ومن معه ، وساروا في آثارهم ، وبلغ من بالسبخة إقبال شبيب فهموا بدخول الكوفة ، ثم قيل لهم : إن سويداً في آثارهم قد لحقهم وهو يقاتلهم ، فثبتوا ، وحمل شبيب على سويد ومن معه حملةً منكرة ، ثم أخذ على بيوت الكوفة نحو الحيرة ، وذلك عند المساء ، وتبعه سويد إلى الحيرة ، فرآه قد ترك وذهب ، فتركه سويد وأقام حتى أصبح . وأرسل إلى الحجاج يعلمه الخبر .
ذكر محاربة شبيب أهل البادية
قال : وكتب الحجاج إلى سويد يأثره باتباعه ، فاتبعه ، ومضى شبيب حتى أغار أسفل الفرات على من وجد من قومه ، وارتفع إلى البر فأصاب رجالاً من بني