كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 106 """"""
الورثة ، فقتل منهم ثلاثة عشر رجلا ، منهم : حنظلة بن مالك ، ومالك بن حنظلة ، ومضى حتى أتى بني أمية على اللصف ، وعلى ذلك الماء الفزر بن الأسود ، وهو أحد بني الصلت ، وكان ينهى شبيبا عن رأيه ، وكان شبيب يقول : لئن ملكت سبعة أعنة لأغزون الفزر ، فلما بلغهم خبر شبيب ركب الفزر فرساً ، وخرج من البيوت وانهزم . فرجع شبيب ، وقد أخاف أهل البادية ، فأخذ على القطقطانة ثم على قصر بني مقاتل ، ثم على الأنبار ، ومضى حتى دخل دقوقاء ، ثم ارتفع إلى أداني أذربيجان ، فلما أبعد سار الحجاج إلى البصرة ، واستخلف على الكوفة عروة بن شعبة ، فأتاه الخبر بإقبال شبيب نحو الكوفة ، فكتب إلى الحجاج بذلك ، فأقبل من البصرة مجداً نحو الكوفة فسابق شبيباً إليها .
ذكر دخول شبيب الكوفة
قال : وأقبل شبيب إلى الكوفة فسابق الحجاج إليها ، فطوى الحجاج المنازل ، فوصل الكوفة صلاة العصر ، ونزل شبيب السبخة صلاة المغرب ، فأكلوا شيئا ثم ركبوا خيولهم فدخلوا الكوفة وبلغوا السوق ، وضرب شبيب باب القصر بعموده ، فأثر فيه أثرا عظيماً ، ووقف عند المصطبة ، ثم قال :
عبد دعىّ من ثمودٍ أصله . . . لا بل يقال أبو أبيهم يقدم
يعني الحجاج ، فإن بعض الناس يقول : إن ثقيفاً بقايا ثمود ، ومنهم من يقول : هم من نسل يقدم الإيادي .
ثم اقتحموا المسجد الأعظم ، وكان لا يفارقه قوم يصلون فيه ، فقتاوا عقيل بن صعب الوادعي ، وعدي بن عمرو الثقفي ، وأبا ليث ابن أبي سليم ؛ ومروا بدار حوشب وهو على الشرط - فقالوا : إن الأمير يطلبه ، فأراد الركوب ، ثم أنكرهم فلم يخرج إليهم ، فقتلوا غلامه . ثم مروا بمسجد بني ذهل ، فرأوا ذهل بن الحارث فقتلوه ، ثم خرجوا من الكوفة ، فاستقبلهم النضر بن القعقاع بن شور الذهلي ، وكان

الصفحة 106