كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 107 """"""
قد أقبل مع الحجاج من البصرة ، فتخلف عنه فقتلوه ، ثم خرجوا نحو المردمة ، وأمر الحجاج منادياً فنادى : يا خيل الله اركبي ؛ فأتاه الناس من كل جانب ، فبعث بشر بن غالب الأسدي في ألفي رجل ، وزائدة بن قدامة الثقفي في ألفي رجل ، وأبا الضريس مولى بني تميم في ألفي رجل ، وعبد الأعلى بن عبد الله بن عامر ، وزياد ابن عمرو العتكي ، وسير معهم محمد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله ، وكان عبد الملك قد استعمله على سجستان ، وكتب إلى الحجاج أن يجهزه ، فقال له الحجاج : تلقى شبيباً فتجاهده ، فيكون الظفر لك ، ويظهر اسمك ثم تمضى إلى عملك .
وقال الحجاج لهؤلاء الأمراء : إن كان حربٌ فأميركم زائدة ابن قدامة . فساروا فنزلوا أسفل الفرات ، فترك شبيب الوجه الذي هم فيه وأخذ نحو القادسية .
ذكر محاربة شبيب زحر بن قيس وهزيمة جيش زحر
قال : ووجه الحجاج جريدة خيلٍ اختارهم ألف وثمانمائة فارس مع زحر بن قيس ، وقال له : اتبع شبيباً حتى تواقعه أين أدركته إلا أن يكون ذاهباً فاتركه ما لم يعطف عليك ؛ فخرج زحر حتى انتهى إلى السيلحين ، وأقبل شبيب نحوه فالتقيا ، فجمع شبيب خيله ، ثم اعترض بهم الصف حتى انتهى إلى زحر ، فقاتل زحر حتى صرع ، وانهزم أصحابه وظنوا أنهم قتلوه ، فلما كان السحر قام يمشي حتى دخل قريةً فبات بها ، وحمل منها إلى الكوفة وبوجهه ورأسه بضع عشرة جراحة ، فمكث أياماً . ثم أتى الحجاج فأجلسه معه على السرير ، وقال : من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة يمشي في الناس فلينظر إلى هذا .
ذكر محاربته الأمراء الذين ندبهم الحجاج لقتاله وقتال محمد بن موسى بن طلحة وزائدة بن قدامة
قال : لما هزم شبيب أصحاب زحر قال له أصحابه نصرف بنا الآن وافرين ،