كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 11 """"""
و دخل أشراف الكوفة فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ، والطلب ، بدماء أهل البيت وجهاد المحلين والدفع عن الضعفاء ، وقتال من قاتلنا ، وسلم من سالمنا .
و كان ممن بايعه المنذر بن حسان الضبى وابنه حسان ، فلما خرجا من عنده استقبلهما سعيد بن منقذ الثوري في جماعة من الشيعة ، فقالوا : هذان والله رءوس الجبارين ، فقتلوهما ، ونهاهم سعيد عن قتلهما إلا بأمر المختار ، فلم ينتهوا .
فلما سمع المختار ذلك كرهه ، وأقبل يمني الناس ويود الأشراف ، ويحسن السيرة ، فبلغه أن ابن مطيع في دار أبي موسى ، فسكت ، فلما أمسى بعث إليه بمائة ألف درهم ، وقال : تجهز بهذه ، فقد علمت مكانك ، وأنك لم يمنعك الخروج إلا عدم النفقة .
و وجد المختار في بيت المال " بالكوفة " تسعة آلاف وخمسة مائة ألف ، فأعطى لكل رجل خمسمائة درهم ، وأعطى لستة آلاف من أصحابه أتوه بعد ما أحاط بالقصر ، لكل منهم مائتي درهم ، واستقبل الناس بخير . واستعمل على شرطته عبد الله بن كامل الشاكري ، وعلى حرسه كيسان .
" والله أعلم بالصواب " .
ذكر عمال المختار بن أبي عبيد
كانت أول راية عقدها المختار لعبد الله بن الحارث أخي الأشتر على أرمينية ، وبعث محمد بن عمير بن عطارد على أذربيجان ، وبعث عبد الرحمن بن سعيد بن قيس على الموصل ، وبعث إسحاق ابن مسعود على المدائن ، وأرض جوخى ، وبعث قدامة بن أبي عيسى ابن أبي ربيعة النصري حليف ثقيف على بهقاذ الأعلى ، وبعث محمد بن كعب بن قرظة على بهقاذ الأوسط ، وبعث سعد ابن حذيفة بن اليمان على حلوان ، وأمره بقتال الأكراد ، وإقامة الطرق . وكان ابن الزبير قد استعمل على الموصل محمد بن الأشعث بن قيس ، فلما بعث المختار عبد الرحمن إليها ، سار محمد عنها إلى تكريت ، ينتظر ما يكون من الناس ، ثم سار إلى المختار فبايعه ، فلما

الصفحة 11