كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 12 """"""
فرغ من ذلك أقبل يجلس للناس ويقضي بينهم ، ثم قال : إن لي فيما أحاول شغلاً عن القضاء ، ثم أقام شريحاً يقضي بين الناس ، فتمارض ، فجعل المختار مكانه عبد الله بن عتبة بن مسعود ، ثم مرض ، فجعل مكانه عبد الله بن مالك الطائي .
ذكر قتل المختار قتلة الحسين وخروج أهل الكوفة على المختار وقتالهم إياه ووقعة السبيع
كان سبب ذلك أن مروان بن الحكم لما أستتب له الأمر بعث عبيد الله بن زياد إلى العراق ، وذكرنا ما كان من أمره مع التوابين . ثم توفي مروان بن الحكم وولى ابن عبد الملك ، فأقر ابن زياد على ولايته ، و أمر بالجد ، فأقبل إلى الموصل ، فكتب عبد الرحمن بن سعيد عامل المختار إليه يخبره بدخول ابن زياد أرض الموصل ، وأنه قد تنحى له عنها إلى تكريت ، فندب المختار يزيد بن أنس الأسدي ، فانتخب ثلاثة آلاف ، وسار بهم نحو الموصل ، وكتب المختار إلى عبد الرحمن : أن خل بين يزيد وبين البلاد ، فسار يزيد حتى بلغ أرض الموصل ، فنزل بنات تلى ، وبلغ خبره ابن زياد ، فقال : لأبعثن إلى كل ألف ألفين ، فأرسل ربيعة بن المخارق الغنوى في ثلاثة آلاف ، وعبد الله بن جملة الخثعمي في ثلاثة آلاف ، فسار ربيعة قبل عبد الله بيوم ، فنزل بيزيد بن أنس بنات تلى فخرج ، وقد اشتد به المرض ، وعبأ أصحابه ، وقال : إن هلكت فأميركم ورقاء بن عازب الأسدي ، فأن هلك فأميركم عبد الله بن ضمرة العذري ، فإن هلك فأميركم سعر الحنفي ثم نزل فوضع على سرير ، وقال : قاتلوا عن أميركم إن شئتم أو فروا عنه .
و اقتتل القوم ، فأنهزم أصحاب بن زياد ، وقتل ربيعة بن المخارق ، قتله عبد الله بن ورقاء ، فيا المنهزمون ساعة ، ولقيهم عبد الله ابن جملة فردهم معه ، فباتوا ليلتهم ببنات تلى يتحارسون ، فلما أصبحوا خرجوا إلى القتال فاقتتلوا قتالاً شديداً ، وذلك في اليوم الأضحى سنة ست وستين ، فانهزم أهل الشام ، ونزل ابن جملة في جماعة ، فقاتل حتى قتل ، وحوى أهل الكوفة عسكرهم ، وقتلوا فيهم قتلاً ذريعاً ، وأسروا ثلاثمائة ، فأمر يزيد بقتلهم ، وهو بآخر رمق ، فقتلوا ، ثم مات آخر النهار ، فقال ورقاء بن عازب

الصفحة 12