كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 14 """"""
إبراهيم ابن الأشتر ، فوصل الرسول إليه وهو بساباط ، فرجع لوقته ، وسار حتى أتى الكوفة ومعه أهل القوة من أصحابه ، وأجتمع أهل اليمن بجبانة السبيع ، فلما حضرة الصلاة كره كل رأس من أهل اليمن أن يتقدمه صاحبه ، فقال ابن مخنف : هذا أول الاختلاف ، قدموا الرضى منكم سيد القراء رفاعة بن شداد البجلى ، فلم يزل يصلي بهم حتى كانت الواقعة . ثم نزل المختار فعبأ أصحابه وأمر ابن الأشتر فسار إلى مضر وعليهم شعب بن ربعى ، ومحمد بن عمير ، وهم بالكناسة ، وسار المختار نحو أهل اليمن بجبانة السبيع ، فاقتتلوا أشد قتال ، ثم كانت الغلبة للمختار وأصحابه ، وأنهزم أهل اليمن وأخذ من دور الوادعيين خمسمائة أسير ، فأتى بهم إلى المختار ، فعرضهم ، فقتل منهم من شهد مقتل الحسين ، فكانوا مائتين وثمانية وأربعين .
و نادى منادي المختار : من أغلق بابه فهو آمن إلا من شرك في دماء آل محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكان عمر بن الحجاج الزبيدي ممن شهد قتل الحسين ، فركب راحلته وأخذ طريق الواقصة ، فعدم فقيل : أدركه أصحاب المختار ، وقد سقط من شدة العطش ، فذبحوه .
و بعث المختار غلاماً له يدعى زريباً في طلب شمر ابن ذي الجوشن ، فأدركه فقتله شمر ، وسار حتى نزل قرية يقال لها الكلتانية ، فأخذ منها علجاً ، فضربه ، وقال : امض بكتابي هذا إلى مصعب بن الزبير ؛ فمضى العلج حتى دخل قريةً فيها أبو عمرة صاحب المختار ، فلقي ذلك العلج علجاً أخر من تلك القرية ، فشكا إليه ما لقي من شمر ، فبينما هو يكلمه إذ مر رجل من أصحاب أبي عمرة اسمه عبد الرحمن بن أبي الكنود ، فرأى الكتاب ، عنوانه لمصعب بن شمر ، فسألوا العلج عنه ، فأخبرهم
الصفحة 14
336