كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 16 """"""
فخرج إلى البصرة ، فنزل عند مصعب وقال :
ألا أبلغ أبا إسحاق أني . . . رأيت الخيل بلقا مصمتات
كفرت بوحيكم وجعلت نذراً . . . على قتالكم حتى الممات
أرى عيني ما لم تبصراه . . . كلانا عالم بالترهات
و قتل يومئذ عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمذاني ، وأدعى قتلة سعر بن أبي سعر ، وأبو الزبير الشبامي ، وشبام من همذان ، وانجلت الوقعة عن سبعمائة وثمانين قتيلاً من قومه ، وكانت الوقعة لست ليال بقين من ذي الحجة سنة ست وستين . و خرج أشراف الناس فلحقوا بالبصرة ، وتجرد المختار لقتل قتلة الحسين ، وقال : ما من ديننا أن نترك قتلة الحسين أحياءً ، بئس ناصر آل محمد أنا إذاً " في الدنيا ، أنا إذاً " الكذاب كما سموني ، وإني أستعين بالله تعالى عليهم ، فسموهم لي ثم تتبعوهم حتى تقتلوهم ، فإني لا يسوغ لي الطعام والشراب حتى أطهر الأرض منهم ، فدل على عبد الله بن أسيد الجهني ، ومالك بن النسير البدي وحمل بن مالك المحاربي ، فبعث المختار إليهم ، فأحضرهم من القادسية ، فلما رآهم قال : يا أعداء الله ورسوله ، أين الحسين ابن علي ؟ أدوا إلى الحسين . قتلتم ابن من أمرتم بالصلاة عليهم . فقالوا رحمك الله ، بعثنا كارهين ، فأمنن علينا واستبقنا ، فقال : هلا مننتم على ابن بنت نبيكم واستبقيتموه وسقيتموه ؟ فأمر بمالك ابن النسير البدي فقطع يديه ورجليه وتركه يضطرب حتى مات ، وقتل الآخرين ، وأحضر زياد بن مالك الضبعي ، وعمران بن مالك العنزي ، وعبد الرحمن بن أبي خشكارة البلجي ، وعبد الله بن قيس الخولاني ، فلما رآهم قال : يا قتلة الصالحين ، وقتلة سيد شباب أهل الجنة ، قد أقاد الله منكم اليوم ، لقد جاءكم الورس ، بيوم نحس ، وكانوا نهبوا من الورس الذي كان مع الحسين رضي الله عنه ، ثم أمر بهم فقتلوا .
و قتل عبد الله وعبد الرحمن بن صلحت ، وعبد الله بن وهيب الهمداني ، وأحضر عثمان بن خالد بن أسيد الدهماني الجهني ، وأبا أسماء بشر بن سوط القابضي ، وكانا قد اشتركا في قتل عبد الرحمن بن عقيل وفي سلبه ، فضرب أعناقهما وأحرقا بالنار .
الصفحة 16
336