كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
و أرسل إلى خولي بن يزيد الأصبحي وهو صاحب رأس الحسين فاختبأ في مخرجه ، فدخل أصحاب المختار يطلبونه ، فخرجت امرأته ، وهي العيوف بنت مالك ، وكانت تعاديه منذ جاءها برأس الحسين ، فقالت : ما تريدون ؟ فقالوا لها : أين زوجك ؟ قالت : لا أدري ، وأشارت بيدها إلى المخرج ، فدخلوا ، فوجدوه وعلى رأسه قوصرة ، فأخرجوه وقتلوه إلى جانب أهله ، وحرقوه بالنار .
و قتل عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وكان الذي تولى قتله أبو عمرة ، وأحضر رأسه عند المختار ، وعنده ابنه حفص ابن عمر فقال له المختار : أتعرف هذا ؟ قال : نعم ، ولا خير في العيش بعده ، فأمر به فقتل ، وقال : هذا بحسين ، وهذا بعلي ابن حسين ، ولا سواء ، والله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من أنامله .
وأرسل المختار إلى حكيم بن طفيل الطائي - وكان أصاب صلب سلب العباس بن علي ، ورمى الحسين بسهم ، وكان يقول : تعلق سهمي بسرباله وما ضره ، فأتاه أصحاب المختار فأخذوه ، وذهب أهله فتشفعوا بعدي بن حاتم ، فكلمهم عدي فيه ، فقالوا : ذلك إلى المختار يشفع فيه ، وكان قد شفعه في نفر من قومه أصابهم يوم جبانة السبيع ، فقالت الشيعة : إنا نخاف أن يشفعه فيه ، فقتلوه رميا بالسهام كما رمي الحسين حتى صار كالقنفذ ، ودخل عدي بن حاتم على المختار ، فأجلسه معه ، فشفع فيه ، وقال : إنه مكذوب عليه ، إذاً ندعه لك ، فدخل ابن كامل فأخبره المختار بقتله .
و بعث المختار إلى مرة بن منقذ ، وهو قاتل علي بن الحسين ، وكان شجاعاً ، فأحاطوا بداره ، فخرج إليهم على فرسه وبيده رمحه ، فطاعنهم ، فضرب على يده ، فهرب فنجا ، ولحق بمصعب بن الزبير ، وشلت يده بعد ذلك .
و بعث المختار إلى زيد بن رقاد الجنبي ، وهو قاتل عبد الله ابن مسلم بن عقيل ، فخرج إليهم بالسيف ، فقال ابن كامل : لا تطعنوه " برمح " ، ولا تضربوه بسيف ، ولكن أرموه بالنبل والحجارة ، ففعلوا ذلك به ، فسقط ، فأحرقوه حياً .
و طلب المختار سنان بن أنس الذي كان يدعي قتل الحسين ، فهرب إلى البصرة ، فهدم داره .
و طلب عبد الله بن عقبة الغنوي فوجده قد هرب إلى الجزيرة ، فهدم داره .

الصفحة 17