كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 19 """"""
قومه عبد القيس ، وكف عنه عباد ، فأرسل القباع عسكراً إلى عبد القيس ليأتوه بالمثنى ومن معه ، فلما رأى زياد بن عمر العتكي ذلك أقبل إلى القباع فقال : لتردن خيلك عن إخواننا أو لنقاتلهم ، فأرسل القباع الأحنف بن قيس ، وعبد الرحمن المخزومي ليصلحا بين الناس ، فأصلح الأحنف الأمر على أن يخرج المثنى وأصحابه عنهم ، فأجابوه إلى ذلك وأخرجوهم عنهم ، فسار المثنى إلى الكوفة في نفر يسير من أصحابه .
ذكر مخادعة المختار ومكره بعبد الله بن الزبير وظهور ذلك له
قال : لما أخرج المختار ابن مطيع عامل ابن الزبير من الكوفة سار إلى البصرة وكره أن يأتي ابن الزبير مهزوماً ، فلما أستجمع للمختار أمر الكوفة ، أخذ يخادع ابن الزبير ، فكتب إليه : " قد عرفت مناصحتي إياك ، وجهدي على أهل عداوتك ، وما كنت أعطيتني إن أنا فعلت ذلك ، فلما وفيت لك " وقضيت الذي كان لك على خسة بي ولم تف بما عاهدتني عليه " ، فإن ترد مراجعتي ومناصحتي ، فعلت والسلام " .
و إنما قصد المختار بذلك أن يكف ابن الزبير عنه ليتم أمره ، ولم تعلم الشيعة بذلك ، فأراد ابن الزبير أن يعلم حقيقة ذلك ، فدعا عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي فولاه الكوفة ، وقال : إن المختار سامع مطيع ، فتجهز عمر وسار نحو الكوفة ، وأتى الخبر المختار ، فدعا زائدة بن قدامة وأعطاه سبعين ألف درهم وقال له : هذه ضعف ما أنفق عمر في طريقه إلينا ، وأمره أن يأخذ معه خمسمائة فارس ، ويسير حتى يلقاه بالطريق فيعطيه النفقة ويأمره بالعودة ، فإن فعل وإلا فيريه الخيل ، فأخذ زائدة المال والخيل وسار حتى لقي عمر ، فأعطاه المال ، وأمره بالانصراف ، فقال : إن أمير المؤمنين قد ولاني الكوفة ، ولا بد من إتيانها ، فدعا زائدة الخيل ، وكان قد أكمنها ؛ فلما رآها عمر قد أقبلت أخذ المال وسار نحو البصرة .
ُم أن عبد الملك بن مروان بعث عبد الملك بن الحارث بن الحكم ابن أبي العاص إلى وادي القرى ، وكان المختار قد وادع ابن الزبير ليكف عنه ويتفرغ لأهل
الصفحة 19
336