كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 21 """"""
و كتب المختار إلى ابن الحنيفة : " إني أرسلت إليك جيشاً ليذلوا لك الأعداء ، ويحرزوا لك البلاد ، فلما قاربوا طيبة فعل بهم كذا وكذا ، فإن رأيت أن أبعث إلى المدينة جيشاً كثيفاً وتبعث إليهم من قبلك رجلاً فافعل " .
فكتب إليه ابن الحنفية : " أما بعد ، فقد قرأت كتابك ، وعرفت تعظيمك لحقي ، وما تؤثره من سروري ؛ وإن أحب الأمور كلها إلي ما أطيع الله فيه ، فأطع الله ما استطعت ، وإني لو أردت القتال لوجدت الناس إلي سراعاً ، والأعوان لي كثيرة ، ولكني أعتز لهم وأصبر حتى يحكم الله " لي " وهو خير الحاكمين " .
ذكر امتناع محمد ابن الحنفية من مبايعة عبد الله بن الزبير وما كان من أمره وإرسال المختار الجيش إلى مكة وخبر ابن الحنفية
قال : ثم أن عبد الله بن الزبير دعا محمد بن الحنفية ومن معه من أهل بيته ، وسبعة عشر رجلاً من وجوه أهل الكوفة منهم أبو الطفيل عامر بن وائلة له صحبة ، ليبايعوه فامتنعوا وقالوا : لا نبايع حتى تجتمع الأمة ، فأكثر الوقيعة في ابن الحنفية وذمه ، فأغلظ له عبد الله بن هانئ الكندي ، وقال : لئن لم يضرك إلا تركنا بيعتك لا يضرك شيء ، فلم يراجعه ابن الزبير ، فلما استولى المختار على الكوفة وصارت الشيعة تدعي لأبن الحنفية ، ألح ابن الزبير عليه وعلى أصحابه في البيعة حتى حبسهم بزمزم ، وتوعدهم بالقتل والإحراق إن لم يبايعوا ، وضرب لهم في ذلك أجلاً .
فكتب ابن الحنفية إلى المختار يعرفه الحال ، ويطلب النجدة .
فقرأ المختار كتابه على أهل الكوفة ، وقال : هذا مهديكم وصريح أهل بيت نبيكم قد تركوا محظوراً عليهم كما يحظر على الغنم ينتظرون القتل والتحريق في الليل

الصفحة 21