كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 25 """"""
و روى الترمذي رحمه الله قال : لما جاءت الرءوس إلى المختار ألقيت في القصر فجاءت حية دقيقة فتخللت الرءوس حتى دخلت فم عبيد الله وخرجت من منخره ودخلت في منخره وخرجت من فمه ، فعلت ذلك مراراً .
ذكر ولاية مصعب بن الزبير البصرة ومسيره إلى الكوفة وقتاله المختار وقتل المختار بن أبي عبيد
كانت ولايته البصرة وعزل الحارث بن أبي ربيعة الملقب بالقباع عنها في أول سنة سبع وستين ، قال : فقدمها مصعب ، وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم . " طسم . تلك آيات الكتاب المبين . نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون . إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح آبائها ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين . " ، وأشار بيده نحو الشام ، " ونريد أن نمنن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم في الأرض " ، وأشار نحو الحجاز ، " ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " ، وأشار نحو الشام ، وقال : يا أهل البصرة ، بلغني أنكم تلقبون أميركم ، وقد لقبت نفسي الجزار . قال : ولما هرب أشراف الكوفة من المختار يوم وقعة السبيع ، أتى منهم جماعة إلى مصعب ، فكان منهم شبث بن ربيعى ، أتاه على بغلة قد قطع ذنبها وطرف أذنها ، وشق قباءه وهو ينادي : واغوثاه وأتاه أشراف الكوفة فدخلوا عليه وسألوه المسير إلى المختار ونصرتهم ، وقدم محمد بن الأشعث ، واستحثه على المسير فأدناه وأكرمه ، وكتب إلى المهلب بن أبي صفرة ، وهو عامله على فارس يستدعيه ليشهد معهم قتال المختار ، فقدم في جموع كثيرة وأموال عظيمة ، فبرز مصعب بالجيوش ، وأرسل عبد الرحمن بن مخنف إلى الكوفة ، وأمره أن يخرج إليه من قدر عليه ، ويثبط الناس عن المختار ، ويدعوهم إلى بيعة بن الزبير سراً ، فسار ودخل الكوفة مستتراً ، وفعل ما أمر به ، وسار وقدم أمامه عباد بن الحصين الحبطي التميمي ، وجعل عبيد الله بن معمر على ميمنته ، والمهلب على ميسرته ، ومالك بن مسمع على بكر ،

الصفحة 25