كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 26 """"""
ومالك بن المنذر على عبد القيس ، والأحنف بن قيس على تميم ، وزياد بن عمرو العتكي على الأزد ، وقيس بن الهيثم على أهل العالية ، وبلغ الخبر المختار فقام في أصحابه فندبهم إلى الخروج مع الأحمر بن شميط ، ودعا رءوس الأرباع الذين كانوا مع ابن الأشتر فبعثهم مع ابن شميط ، فسار وعلى مقدمته ابن كامل الشاكري ، فوصلوا إلى المذار ، وأقبل مصعب فعسكر بالقرب منه ، وعبأ كل واحد منهما جنده ، فتقدم عباد بن الحصين إلى أحمر وأصحابه ، وقال : إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة رسوله ، وإلى بيعة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير ، فقال الآخرون : إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة رسوله وإلى بيعة المختار ، وأن نجعل هذا الأمر شورى في آل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فرجع عباد وأخبر مصعباً ، فقال : ارجع فأحمل عليهم ، فرجع وحمل على ابن شميط وأصحابه ، وحمل المهلب على ابن كامل حملة بعد أخرى ، فهزمهم ، وثبت ابن كامل ساعةً في رجال من همدان ، ثم انصرف ، وحمل الناس جميعاً على ابن شميط ، فقاتل حتى قتل ، وانهزم أصحابه ، وبعث مصعب عباداً على الخيل ، وقال له : أيما أسير أخذته فأضرب عنقه ، وسرح محمد بن الأشعث في خيل عظيمة من أهل الكوفة ، وقال : دونكم ثأركم فكانوا " حيث انهزموا " أشد على المنهزمين من أهل البصرة ، فلم يدركوا منهزماً إلا قتلوه ، فلم ينج من ذلك الجيش إلا طائفة من أصحاب الخيل .
ثم أقبل مصعب حتى قطع من تلقاء واسط ، " القصب " ، ولم تكن " واسط " قد بنيت بعد ، فأخذ في كسكر ، ثم حمل الرجال أثقالهم والضعفاء في السفن ، فأخذوا في نهر خرشاذ ، ثم خرجوا إلى نهر قوسان ، ثم خرجوا إلى نهر الفرات ، وأتى المختار خبر الهزيمة والقتلى ، فقال : ما من الموت بد ، وما من ميتة أموتها أحب إلي من أن أموت مثل ابن شميط . و لما بلغه أن مصعب قد أقبل إليه في البر والبحر سار حتى نزل السيلحين ، ونظر إلى مجتمع الأنهار ، نهر الخريدة ، ونهر السيلحين ، ونهر القاددسية ، ونهر
الصفحة 26
336