كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 291 """"""
قطناً ، واستخلف على دمشق ابنه ، وعلى شرطته أبو العاج كثير بن عبد الله السلمى ؛ فأجمع يزيد على الظهور ، فقيل للعامل : إن يزيد خارجٌ فلم يصدق ، وراسل يزيد أصحابه بعد المغرب ليلة الجمعة ، فكمنوا عند باب الفراديس حتى أذن بالعشاء ؛ فدخلوا المسجد فصوا ، وللمسجد حرس قد وكلوا بإخراج الناس منه بالليل ، فلما صلى الناس أخرجهم الحرس وتباطأ أصحاب يزيد حتى لم يبق في المسجد غيرهم ، فأخذوا الحرس ، ومضى يزيد ابن عنبسة إلى يزيد بن الوليد ، فأعلمه ، وأخذ بيده ، فقال : قم يا أمير المؤمنين ، وأبشر بنصر الله وعونه . فقام ، وأقبل في اثني عشر رجلا .
فلما كان عند سوق الحمر لقوا أربعين رجلاً من أصحابهم ، ولقيهم زهاء مائتي رجل ، فمضوا إلى المسجد فدخلوه وأتوا باب المقصورة فضربوه ، وقالوا : رسل الوليد ؛ ففتح لهم الباب خادمٌ فدخلوا فأخذوا أبا العاج وهو سكران ، وأخذوا خزان بيت المال ، وأرسل إلى كل من كان يحذره فأخذ وقبض محمد بن عبيدة وهو على بعلبك ، وأرسل إلى محمد بن عبد الملك بن الحجاج فأخذه ، وكان بالمسجد سلاحٌ كثير ، فأخذوه .
فلما أصبحوا جاء أهل المزة وتبايع الناس ، وجاءت السكاسك ، وأقبل أهل داريا ويعقوب بن عمير بن هانيء العبسي .
وأقبل عيسى بن شبيب التغلبي وأهل دومة وحرستا ، وأقبل حميد بن حبيب اللخمي في أهل دير مران والأرزة وسطرا وأقبل أهل جرش وأهل الحديثة وديرزكي .
الصفحة 291
336