كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 292 """"""
وأقبل ربعي بن هاشم الحارثي في الجماعة من بني عذرة وسلامان ، وأقبلت جهينة ومن والاهم .
ثم وجه يزيد بن الوليد عبد الرحمن بن مصاد في مائتي فارس ليأخذوا عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف من قصره ، فأخذوه بأمانٍ ، وأصاب عبد الرحمن خرجين في كل واحد منهما ثلاثون ألف دينار ، فقيل له : خذ أحد هذين الخرجين ، فقال : لا تتحدث العرب عني أني أول من خان في هذا الأمر . ثم جهز يزيد جيشا عليهم عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ، وسيرهم إلى الوليد . وكان يزيد لما ظهر بدمشق سار مولى للوليد إليه ، وأعلمه الخبر وهو بالأغدف من عمان ، فضربه الوليد وحبسه ، وسير أبا محمد عبد الله بن يزيد بن معاوية إلى دمشق ، فسار بعض الطريق ، وأقام فأرسل إليه يزيد بن الوليد عبد الرحمن بن مصاد ، فبايع يزيد .
ولما أتى الخبر الوليد قال له يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية : سر حتى تنزل حمص ، فإنها حصينة ، ووجه الخيول إلى يزيد فيقتل أو يؤسر .
فقال عبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاص : ما ينبغي للخليفة أن يدع عسكره ونساءه قبل أن يقاتل ، والله يؤيد أمير المؤمنين بنصره .
فأخذ بقول ابن عنبسة ، وسار حتى أتى البخراء - قصر النعمان بن بشير ، وسار معه من ولد الضحاك بن قيس أربعون رجلا ، فقالوا له : ليس لنا سلاح ، فلو أمرت لنا بسلاح فلم يعطهم شيئاً ، ونازله عبد العزيز .
وكتب العباس بن الوليد بن عبد الملك إلى الوليد : إني آتيك ؛ فأخرج الوليد سريرا وجلس عليه ينتظر العباس ، فقاتلهم عبد العزيز ، ومعه منصور بن جمهور ، فبعث إليهم عبد العزيز زياد بن حصين الكلبي ، يدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه ، فقتله أصحاب الوليد واقتتلوا قتالا شديدا .
وكان الوليد قد أخرج لواء مروان بن الحكم الذي كان قد عقده بالجابية .
وبلغ عبد العزيز مسير العباس إلى الوليد ، فأرسل منصور بن جمهور إلى
الصفحة 292
336