كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 296 """"""
نظاف بيض فيلبسها ، ويصلى فيها ، فإذا فرغ عاد إلى تلك الثياب فلبسها ، واشتغل بشربه ولهوه ، فهذا فعال من لا يؤمن بالله فقال المهدي : بارك الله عليك يا بن علاثة .
وللوليد كلامٌ حسن ؛ فمن أحسن كلامه ما قاله لهشام بن عبد الملك لما مات مسلمة بن عبد الملك وقعد هشامٌ للعزاء ، فأتاه الوليد وهو نشوان يجر مطرف خز عليه ، فوقف على هشام فقال : يا أمير المؤمنين ، إن عقبي من بقي لحوق من مضى ، وقد أقفر بعد مسلمة الصيد لمن رمى ، واختل الثغر فهوى ، وعلى أثر من سلف بمضى من خلف ؛ فتزودوا فإن خير الزاد التقوى .
فأعرض هشام ولم يحر جوابا ، وسكت القوم فلم ينطقوا .
والوليد أول خليفة عد الشعر وأجاز عن كل بيتٍ ألف درهم ، فإن يزيد بن ضبة مولى ثقيف مدحه وهنأه بالخلافة فأمر أن تعد الأبيات ويعطى لكل بيت ألف درهم ؛ فعدت فكانت خمسين بيتا فأعطى خمسين ألف درهم .
قال : ودفن الوليد بباب الفراديس بدمشق . وقيل : إنه قتل بأرض حمص .
وحكى الدولابي أن رأس الوليد نصب في مسجد دمشق ولم يزل أثر دمه على الجدار إلى أن قدم المأمون دمشق في سنة 2 خمس عشرة ومائتين ، فأمر بحكه .
وكان الوليد أبيض ربعة قد وخطه الشيب .
وكان نقش خاتمه : يا وليد ، احذر الموت . وكان له من الأولاد الذكور والإناث ثلاثة عشر .
كاتبه : العباس بن مسلم .
قاضيه : محمد بن صفوان الجمحي .
حاجبه : قطري مولاه .
الأمير بمصر : حفص بن الوليد الحضرمي ، ثم صرفه عن الخراج .
قاضيها : حسين بن نعيم والله أعلم .
الصفحة 296
336