كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 297 """"""
ذكر بيعة يزيد بن الوليد الناقص
هو أبو خالد يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ؛ ولقب بالناقض ؛ لأنه نقص الزيادات التي كان الوليد زادها في أعطيات الناس ، وهي عشرة عشرة ، ورد العطاء إلى أيام هشام . وقيل : أول من لقبه بهذا اللقب مروان بن محمد .
وأم يزيد شاه آفريد بنت فيروز بن يزدجر بن شهريار .
بويع له لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة 1 ست وعشرين ومائة .
قال : ولما قتل الوليد خطب يزيد الناس فذم الوليد ، وذكر إلحاده ، وأنه قتله لفعله الخبيث ، وقال : أيها الناس ، إن لكم علي ألا أضع حجراً على حجر ، ولا لبنةً على لبنةٍ ، ولا أكرو نهرا ، ولا أكنز مالاً ، ولا أعطيه زوجةً وولدا ، ولا أنقل مالا من بلد حتى أسد ثغره وخصاصة أهله بما يغنيهم ، فما فضل نقلته إلى البلد الذي يليه ، ولا أجمركم في ثغوركم فأفتنكم ، ولا أغلق بابي دونكم ، ولا أحمل على أهل جزيتكم ، ولكم أعطياتكم كل سنةٍ وأرزاقكم في كل شهر ، حتى يكون أقصاكم كأدناكم ؛ فإن وفيت بما قلت فعليكم السمع والطاعة وحسن المؤازرة ، وإن لم أوف فلكم أن تخلعوني ، إلا أن أتوب ، وإن علمتم أحداً ممن يعرف بالصلاح يعطيكم مثل ما أعطيكم وأردتم أن تبايعوه فأنا أول من يبايعه .
أيها الناس ، إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . والله الموفق بمنه وكرمه .
ذكر اضطراب أمر بني أمية
وفي سنة ست وعشرين ومائة في أيام يزيد هذا اضطرب أمر بني أمية ، وهاجت الفتنة ، فكان من ذلك وثوب سليمان بن هشام ابن عبد الملك بعمان ، وكان الوليد قد حبسه بها ، فلما قتل خرج من الحبس ، وأخذ ما كان بها من الأموال ، وأقبل إلى دمشق ، وجعل يلعن الوليد ويعيبه بالكفر .
ومن ذلك خلاف أهل حمص وفلسطين :
الصفحة 297
336