كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 3 """"""
ذكر أخبار المختار ابن أبي عبيد بن مسعود الثقفي
كان المختار بن أبي عبيد ممن بايع مسلم بن عقيل لما بعثه الحسين علي رضي الله عنهما إلى الكوفة وأنزله في داره ، ودعا إليه . فلما ظهر ابن عقيل كان المختار في قرية تدعى لقفا ، فأتاه الخبر بظهوره ، فأقبل في مواليه إلى باب الفيل بعد المغرب ، وقد أجلس عبيد الله بن زياد عمرو بن حريث بالمسجد ومعه راية ، فبعث إلى المختار وأمنه ، فجاء إليه .
فلما كان من الغد ذكر عمارة بن عقبة أمره لعبيد الله ، فأحضره ، وقال له : أنت المقبل في الجموع لتنصر ابن عقيل قال : لم أفعل ، واكني أقبلت ونزلت تحت راية عمرو ، فشهد له عمرو بذلك ، فضرب ابن زياد وجه المختار بقضيب فشتر عينه وقال : لولا شهادته قتلتك . وحسبه إلى أن قتل الحسين .
فبعث المختار إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب يسأله أن يشفع له فيه ، وكان زوج أخته صفية بنت أبي عبيد ، فكتب ابن عمر إلى يزيد بن معاوية يشفع فيه ، فأمر يزيد ابن زياد بإطلاقه ، فأطلقه وأمره ألا يقيم غير ثلاث .
فخرج المختار إلى الحجاز ، واجتمع بعبد الله بن الزبير وأخبره خبر العراق ، وقال له : ابسط يدك أبايعك ، وأعطنا ما يرضينا ، وثب على الحجاز ، فإن أهله معك ، وكان ابن الزبير يدعو لنفسه سراً ، فكتم أمره عن المختار ففارقه إلى الطائف ، وغاب

الصفحة 3