كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 302 """"""
ذكر عزل منصور بن جمهور عن العراق وولاية عبد الله بن عمر بن عبد العزيز
وفي هذه السنة عزل يزيد بن الوليد منصور بن جمهور عن العراق ، واستعمل عبد الله بن عمر بن عبد العزيز : وقال له : سر إلى العراق فإن أهله يميلون إلى أبيك . وخاف ألا يسلم إليه المنصور العمل ، فانقاد له أهل الشام ، وسلم إليه منصورٌ الولاية ، وانصرف إلى الشام ، ففرق عبد الله العمال ، وأعطى الناس أرزاقهم وأعطياتهم ، فنازعه قواد أهل الشام ، وقالوا : تقسم على هؤلاء فيئنا ، وهم عدونا فقال لأهل العراق : إني أريد أن أرد عليكم فيئكم ، وعلمت أنكم أحق به ، فنازعني هؤلاء .
فاجتمع أهل الكوفة بالجبانة ، فأرسل إليهم أهل الشام يعتذرون ، وثار غوغاء الناس في الفريقين ، فأصيب منهم رهطٌ لم يعرفوا ، واستعمل عبد الله بن عمر على شرطته عمر بن الغضبان ابن القبعثري ، وعلى خراج السواد والمحاسبات أيضاً .
ذكر الاختلاف بين أهل خراسان
وفي سنة 1 ست وعشرين ومائة وقع الاختلاف بخراسان بين النزارية واليمانية ، وأظهر الكرماني الخلاف لنصر بن سيار .
وكان سبب ذلك أن نصراً رأى الفتنة قد ثارت ، فرفع حاصل بيت المال ، وأعطى الناس بعض أعطياتهم ورقاً وذهباً ، من أوان كان اتخذها للوليد بن يزيد ، فطلب الناس منه العطاء ، وهو يخطب ؛ فقال نصر : إياي والمعصية ، عليكم بالطاعة والجماعة . فوثب أهل السوق إلى أسواقهم ، فغضب نصر ، وقال : مالكم عندي عطاء ثم قال : كأني بكم وقد نبع من تحت أرجلكم شرٌ لا يطاق ، وكأني بكم مطرحين في الأسواق كالجزر المنحورة ، إنه لم تطل ولاية رجل إلا ملوها ، وأنتم يأهل خراسان مسلحةٌ في نحور العدو ، فإياكم أن يختلف فيكم سيفان ؛ إنكم تريشون أمرا وتريدون به الفتنة ، ولا أبقى الله عليكم ، لقد نشرتكم وطويتكم ، فما عندي منك عشرة . فاتقوا الله ، فوالله لئن اختلف فيكم سيفان ليتمنين أحدكم أنه ينخلع من ماله وولده . يأهل خراسان ، إنكم قد غمطتم الجماعة ، وركنتم إلى الفرقة .
الصفحة 302
336