كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 306 """"""
فلما بلغ عبد الله بن النعمان قتل المندلث جمع ألفاً من حنيفة وغيرها ، وغزا الفلج .
فلما تصاف الناس انهزم أبو لطيفة بن مسلم العقيلي ، وطارق ابن عبد الله القشيري ، والجعونيان ، وتجللت بنو جعدة البراذع ، وولوا ، فقتل أكثرهم ، وقطعت يد زياد بن حيان الجعدي ؛ ثم قتل .
ثم إن بني عقيل وقشيرا وجعدة ونميرا تجمعوا وعليهم أبو سهلة النميري ، فقتلوا من لقوا من بني حنيفة بمعدن الصحراء ، وسبوا نساءهم ، وكفت بنو نمير عن النساء .
ثم إن عمر بن الوازع الحنفي لما رأى ما فعل عبد الله بن النعمان قال : لست بدون عبد الله وغيره ممن يغير ، وهذه فترةٌ يؤمن فيها عقوبة السلطان ، فجمع خيله وبثها فأغارت وأغار فملأ يده من الغنائم ، وأقبل بمن معه حتى أتى النشاش ، وأقبلت بنو عامر ، وقد حشدت ، فلم يشعر عمر بن الوازع إلا برغاء الإبل ، فجمع النساء في فسطاط ، وجعل عليهن حرسا ، ولقي القوم فقاتلهم ، فانهزم هو ومن معه ، وهرب ابن الوازع ، فلحق باليمامة ، وكفت قيسٌ يوم النشاش عن السلب ، فجاءت عكل فسلبتهم .
وجمع عبيد الله بن مسلم الحنفي جمعاً ، وأغار على ماءٍ لقشير يقال له حلبان ، وأغار على عكل فقتل منهم عشرين رجلا .
ثم قدم المثنى بن يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري والياً على اليمامة من قبل أبيه يزيد بن عمر حين ولي العراق لمروان بن محمد ، فوردها وهم سلم .
وسكنت البلاد ؛ ولم يزل عبيد الله بن مسلم الحنفي مستخفياً حتى قدم السري بن عبد الله الهاشمي والياً على اليمامة لبني العباس ، فدل عليه فقتله .
وفي هذه السنة أمر يزيد بن الوليد بالبيعة بولاية العهد لأخيه إبراهيم ، ومن بعده لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بن مروان .
وفيها خالف مروان بن محمد يزيد بن الوليد وأظهر الخلاف ، وتجهز للمسير إلى الشام ، وعرض جند الجزيرة في نيفٍ وعشرين ألفا ، فكاتبه يزيد ليبايع له ويوليه ما كان عبد الملك ولي أباه محمدا من الجزيرة وإرمينية والموصل وأذربيجان ، فبايع له مروان ، وأعطاه يزيد ولاية ما شرطه له .

الصفحة 306