كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 308 """"""
وحج بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وقيل عمر ابن عبد الله بن عبد الملك .
سنة 1 سبع وعشرين ومائة :
ذكر مسير مروان بن محمد إلى الشام وخلع إبراهيم بن الوليد
في هذه السنة سار مروان بن محمد بن مروان إلى الشام لمحاربة إبراهيم بن الوليد ، فانتهى إلى قنسرين ، وبها بشر ومسرورٌ ، ابنا الوليد أرسلهما أخوه إبراهيم ، فتصافوا ، ودعاهم مروان إلى بيعته فمال إليه يزيد بن عمر بن هبيرة في القيسية ، وأسلموا بشراً وأخاه مسروراً ، فحبسهما مروان ، وسار معه أهل قنسرين إلى حمص ، وكان أهل حمص قد امتنعوا من بيعة إبراهيم وعبد العزيز ، فوجه إليهم إبراهيم عبد العزيز في جند أهل دمشق ، فحاصرهم في مدينتهم ، وأسرع مروان السير ، فلما دنا من حمص رحل عبد العزيز عنها ، وخرج أهلها إلى مروان فبايعوه ، وساروا معه ، ووجه إبراهيم الجنود من دمشق مع سليمان بن هشام في مائة وعشرين ألفا ومروان في ثمانين ألفا ، فدعاهم مروان إلى الكف عن قتاله وإطلاق الحكم وعثمان ابني الوليد من السجن ، وضمن لهم أنه لا يطلب أحداً من قتلة الوليد ، فلم يجيبوه وجدوا في قتاله فاقتتلوا ما بين ارتفاع النهار إلى العصر ، وكثر القتل بينهم ، وكان مروان ذا رأيٍ ومكيدةٍ ، فأرسل ثلاثة آلاف فارس ، وأمرهم أن يأتوا عسكر سليمان من خلفه ، ففعلوا ذلك ، فلم يشعر سليمان إلا والقتل في أصحابه من ورائهم ، فانهزموا ، ووضع أهل حمص السلاح فيهم لحنقهم عليهم ، فقتلوا منهم سبعة عشر ألفا ، وقيل ثمانية عشر ألفا ، وكف أهل الجزيرة وقنسرين عن قتالهم ، وأتوا مروان من أسراهم بمثل القتلى ، فأخذ مروان عليهم البيعة لولدي الوليد ، وخلى عنهم ، وهرب يزيد ابن عبد الله بن خالد القسري فيمن هرب إلى دمشق ، فاجتمعوا مع إبراهيم وعبد العزيز ، واتفقوا على قتل الحكم وعثمان ولدي الوليد ، فقتلا ؛ وقتل معهما يوسف بن عمر ، وأرادوا قتل محمد السفياني ، فدخل بيتاً من بيوت السجن وأغلقه ، فلم يقدروا على فتحه ، وأرادوا إحراقه ، فقيل لهم : قد دخلت خيل مروان المدينة ، فهربوا ، وهرب إبراهيم ، واختفى ، وانتهب سليمان بن هشام ما في بيت المال ، فقسمه في أصحابه ، وخرج من المدينة ، وعاش إلى سنة 1 اثنتين وثلاثين ومائة ، ثم قتله ابن عوف يوم الزاب .
وقيل : إنه غرق في ذلك اليوم .
الصفحة 308
336