كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 309 """"""
وقيل : قتله مروان بن محمد وصلبه . وكان إبراهيم عاجزاً ضعيف الرأي ، وكان خفيف العارضين له ضفيرتان .
وكان نقش خاتمه : توكلت على الحي القيوم .
كاتبه : بكير بن السراج اللخمي .
قاضيه : عثمان بن عمر التميمي .
حاجبه : قطري مولى الوليد ، ثم وردان مولاه . والله أعلم .
ذكر بيعة مروان بن محمد
هو أبو عبد الله مروان بن محمد بن الحكم بن أبي العاص ، وأمه لبابة جارية إبراهيم بن الأشتر ، وكانت كردية ، أخذها محمد من عسكر إبراهيم ، فولدت له مروان وعبد العزيز ، ولقب بالجعدي لأن خاله الجعد بن درهم ، فنسب إليه . ولقب أيضاً حمار الجزيرة .
بويع له في صفر في سنة 1 سبع وعشرين ومائة ، وكان سبب بيعته أنه لما دخل دمشق وهرب إبراهيم بن الوليد وسليمان بن هشام ثار من بدمشق من موالي الوليد بن يزيد بن عبد الملك إلى دار عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ، فقتلوه ونبشوا قبر يزيد بن الوليد ، وأخرجوه فصلبوه على باب الجابية ، وأتى مروان بالغلامين ، الحكم وعثمان مقتولين ، وبيوسف بن عمر ، فدفنهم ، وأتى بأبي محمد السفياني في قيوده ، فسلم على مروان بالخلافة ، ومروان يومئذ يسلم عليه بالإمرة ، فقال له مروان : مه . فقال : إنهما جعلاها لك بعدهما ، وأنشد شعراً قاله الحكم في السجن ، وكانا قد بلغا وولد لأحدهما ، وهو الحكم ، فقال : ألا من مبلغٌ مروان عنّي . . . وعمّى الغمر طال به حنينا
بأنّي قد ظلمت وصار قومي . . . على قتل الوليد مشايعينا
أيذهب كلّهم بدمي ومالي . . . فلا غثّاً أصبت ولا سمينا
ومروان بأرض بني نزارٍ . . . كليث الغاب مفترش عرينا
أتنكث بيعتي من أجل أمّي . . . فقد بايعتمو قبلي هجينا
فإن أهلك أنا ووليّ عهدي . . . فمروانٌ أمير المؤمنينا
الصفحة 309
336