كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 31 """"""
وقيل : إن المختار قال لآل جعدة بن هبيرة - وكانت أم جعدة هي أم هاني بنت أبي طالب أخت على رضي الله عنه لأبويه - ائتوني بكرسي علي ، فقالوا : والله ما هو عندنا ، فقال : لا تكونوا حمقى ، اذهبوا فائتوني به ، فظنوا أنهم لا يأتونه بكرسي إلا قال : هذا هو ، فأتوه بكرسي ، فأخذه وخرجت شبام وشاكر وفودا ، يعني أصحاب المختار ، وقد جعلوا عليه الحرير ، وكان أول من سدنه موسى ابن أبي موسى الأشعري ، فعتب الناس عليه ، فتركه فسدنه حوشب البرسمي حتى هلك المختار .
وقال أعشى همدان فيه :
شهدت عليكم أنكم سبئية . . . وإني بكم يا شرطة الشرك عارف
فأقسم ما كرسيكم بسكينة . . . وإن كان قد لقت عليه اللفائف
وأن ليس كالتابوت فينا وإن سعت . . . شبام حواليه ونهد وخارف
وإني أمرؤ أحببت آل محمد . . . وتابعت وحيا ضمنته المصاحف
وبايعت عبد الله لما تتابعت . . . عليه قريش شمطها والغطارف
وقال المتوكل الليثي :
أبلغ أبا إسحاق إن جئته . . . أنى بكرسيكم كافر
تنزو شبام حول أعواده . . . ويحمل الوحي له شاكر
محمرة أعينهم حوله . . . كأنهن الحامض الحازر
انتهت أخبار المختار بن أبي عبيدة ، فلنذكر أخبار نجدة الحنفي ، والله ولي التوفيق .
الصفحة 31
336