كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 311 """"""
ذكر انتقاض أهل حمص
وفي هذه السنة انتقض أهل حمص بعد عود مروان إلى حران بثلاثة أشهر ، وكان الذي دعاهم إلى ذلك ثابت بن نعيم وراسل أهل حمص من بتدمر من كلب ، فأتاهم الأصبغ بن ذؤالة الكلبي وأولاده ، ومعاوية السكسكي ، وكان فارس أهل الشام وغيرهما في نحو ألفٍ من فرسانهم ، فدخلوا حمص ليلة الفطر ، فجد مروان في السير إليهم ومعه إبراهيم بن الوليد المخلوع ، وسليمان ابن هشام ، فبلغها بعد الفطر بيومين ، وقد سد أهلها أبوابها ، فأحدق بالمدينة ووقف بإزاء بابٍ من أبوابها ، فنادى مناديه : ما دعاكم إلى النكث ؟ قالوا : إنا على طاعتك لم ننكث . قال : فافتحوا . ففتحوا الباب ، فدخله عمرو بن الوضاح في الوضاحية في نحو ثلاثة آلاف ، فقاتلهم من بالبلد فكسرتهم خيل مروان ، فخرج من بها من باب تدمر ، فقاتلهم من عليه من أصحاب مروان فقتل عامة من خرج منه ، وأفلت الأصبغ وابنه ، وقتل مروان جماعةً من أشرافهم ، وصلب خمسمائة من القتلى حول المدينة ، وهدم من سورها نحو غلوة . وقيل : كان ذلك سنة 1 ثمان وعشرين ومائة . والله أعلم .
ذكر خلاف أهل الغوطة
وفي هذه السنة خالف أهل الغوطة وولوا عليهم يزيد بن خالد القسري وحصروا دمشق وأميرها زامل بن عمرو ، فوجه إليهم مروان من حمص أبا الورد بن الكوثر بن زفر بن الحارث ، وعمرو بن الوضاح في عشرة آلاف ، فلما دنوا من المدينة حملوا عليهم ، وخرج عليهم من بالمدينة ؛ فانهزموا ، واستباح أصحاب مروان عسكرهم ، وأحرقوا المزة وقرىً من قرى اليمانية ، وأخذ يزيد بن خالد فقتل ، وبعث زامل بأسه إلى مروان بحمص .
ذكر خلاف أهل فلسطين
وفيها خرج ثابت بن نعيم بعد هؤلاء في أهل فلسطين ، وأتى طبرية فحاصرها ،

الصفحة 311