كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 312 """"""
وعليها الوليد بن معاوية بن مروان بن الحكم ، فقاتله أهلها أياماً ، فكتب مروان بن محمد إلى أبي الورد يأمره بالمسير إليهم ، فسار فلما قرب منهم خرج أهل طبرية على ثابت فهزموه واستباحوا عسكره ، فانصرف إلى فلسطين منهزماً ، فتبعه أبو الورد والتقوا واقتتلوا ، فانهزم ثانية وتفرق عنه أصحابه وأسر ثلاثةً من أولاده ، وبعث بهم إلى مروان ، وتغيب ثابت وولده رفاعة .
واستعمل مروان على فلسطين الرماحس بن عبد العزيز الكناني ، فظفر بثابت ، فبعثه إلى مروان موثقاً بعد شهرين ، فأمر به وبأولاده الثلاثة ، فقطعت أيديهم وأرجلهم ، وحملوا إلى دمشق ، فألقوا على باب المسجد ثم صلبوا على أبواب دمشق ؛ واستقام أمر الشام لمروان إلا تدمر ؛ فسار مروان إليها ، فنزل القسطل ، وبعث إليهم فأجابوه إلى الطاعة فبايعهم ، وهدم سور البلد .
وفيها بايع مروان لابنيه عبيد الله وعبد الله وزوجهما ابنتي هشام ابن عبد الملك ، وجمع لذلك بني أمية .
وسار مروان إلى الرصافة ، وندب يزيد بن عمر بن هبيرة إلى العراق لقتال الضحاك الخارجي ، وأمر أهل الشام باللحاق به .
ولما سار مروان استأذنه سليمان بن هشام ليقيم أياماً ليقوى من معه وتستريح دوابهم ، فأذن له .
وتقدم مروان إلى قرقيسياء وبها ابن هبيرة ليقدمه إلى الضحاك ، فرجع عشرة آلاف ممن كان مروان أخذ من أهل الشام لقتال الضحاك ، فأقاموا بالرصافة ، ودعوا سليمان إلى خلع مروان فأجابهم .
ذكر خلع سليمان بن هشام بن عبد الملك مروان بن محمد
وفي هذه السنة خلع سليمان بن هشام مروان ، وذلك أنه لما استأذنه في المقام بعده ، وأقام ، وقدم عليه الجنود الذين ذكرناهم حسنوا له خلع مروان وقالوا : أنت
الصفحة 312
336