كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 315 """"""
عبد العزيز ومروان بالجزيرة . فكتب مروان إلى النضر بن سعيد الحرشي - وهو أحد قواد ابن عمر بولاية العراق - فلم يسلم ابن عمر إليه العمل ، فشخص النضر إلى الكوفة وبقي عبد الله بالحية ، وتحاربا أربعة أشهر .
فلما سمع الضحاك باختلافهم أقبل نحوهم ، وقصد العراق سنة 1 سبع وعشرين ، فأرسل ابن عمر إلى النضر في الاجتماع عليه ، فتعاقدا واجتمعا بالكوفة ؛ وكان كلٌ منهما يصلى بأصحابه .
وأقبل الضحاك فنزل بالنخيلة في شهر رجب سنة 1 سبع وعشرين ومائة ، والتقوا ، واقتتلوا قتالاً شديدا ، فكشفوا ابن عمر ، وقتلوا أخاه عاصما وجعفر بن العباس الكندي ، ودخل ابن عمر خندقه ، وبقي الخوارج عليهم إلى الليل ثم انصرفوا ؛ وذلك في يوم الخميس ثم اقتتلوا يوم الجمعة ، فانهزم أصحاب ابن عمر .
فلما كان يوم السبت تسللوا إلى واسط ، فلحق بها وجوه الناس ، فرحل عند ذلك ابن عمر إليها ، فلم يأمنه عبيد الله بن العباس الكندي على نفسه ، فسار مع الضحاك وبايعه .
ولما نزل ابن عمر إلى واسط نزل بدار الحجاج بن يوسف ، وعادت الحرب بينه وبين النضر إلى ما كانت عليه ، وسار الضحاك من الكوفة إلى واسط ، ونزل باب المضمار ، فترك ابن عمر والنضر الحرب بينهما ، واتفقا على قتال الضحاك ، فلم يزالوا على ذلك شعبان ورمضان وشوال ، والقتال بينهم متواصلٌ . ثم صالحه عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وسليمان بن هشام ، وبايعاه ، ودفعاه إلى مروان .
قال : وكاتب أهل الموصل الضحاك في القدوم ليمكنوه من البلد ، فسار إلى الموصل ففتح أهلها له أبوابها ، فدخلها ، واستولى عليها وعلى كورها ، وذلك في سنة 1 ثمان وعشين ، فبلغ مروان خبره وهو يحاصر حمص ، فكتب إلى ابنه عبد الله - وهو خليفته بالجزيرة - أن يسير إلى نصيبين ، ويمنع الضحاك من توسط الجزيرة ؛ فسار إليها في سبعة آلاف أو ثمانية آلاف ، وسار إليه الضحاك ، فحصر عبد الله بن مروان بنصيبين ، وكان مع الضحاك ما يزيد على مائة ألف .
ثم سار مروان إليه ، والتقوا بنواحي كفر توثا من أعمال ماردين ، فقاتله يومه
الصفحة 315
336