كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 316 """"""
أجمع ، فقتل الضحاك ولم يعلم به مروان ولا أصحابه ؛ ثم بلغ مروان قتله ، فاستخرجه من بيت القتلى وفي وجهه ورأسه أكثر من عشرين ضربة .
وبعث مروان رأسه إلى مدائن الجزيرة .
وقيل : إن قتله كان في سنة 1 تسع وعشين ومائة والله أعلم .
وحيث ذكرنا أخبار الضحاك فلنذكر أخبار من خرج بعده في أيام مروان :
ذكر خبر الخيبري الخارجي وقتله وقيام شيبان
قال : ولما قتل الضحاك أصبح أهل عسكره فبايعوا الخيبري ؛ وكان سليمان بن هشام معه ، وأصبحوا واقتتلوا ، فحمل الخيبري على مروان في نحو أربعمائة فارس من أهل الشراة ، فهزم مروان وهو في القلب ، وخرج من العسكر منهزماً ، ودخل الخيبري ومن معه عسكر مروان ينادون بشعارهم ويقتلون من أدركوه ، حتى انتهوا إلى خيم مروان ، فدخلها الخيبري وجلس على فرش مروان ، هذا وميمنة مروان ثابتة ، وعليها ابنه عبد الله ؛ وميسرته ثابتة وعليها إسحاق بن مسلم العقيلي .
فلما رأى أهل العسكر قلة من مع الخيبري ثار إليه عبيدهم بعمد الخيم ، فقتلوا الخيبري وأصحابه جميعاً في خيم مروان وحولها ، وبلغ مروان الخبر ، وقد صار بينه وبين العسكر خمسة أميال أو ستة منهزما ، فانصرف إلى عسكره ، وبات ليلته تلك ، وانصرف الخوارج فولوا عليهم شيبان .
ذكر أخبار شيبان الحروري وما كان من أمره إلى أن قتل
هو شيبان بن عبد العزيز أبو الدلفاء اليشكري .
قال : ولما بايعوه بعد قتل الخيبري أقام يقاتل مروان ، وتفرق عنه كثير من أصحابه ، فبقي في نحو أربعين ألفا ، فأشار عليهم سليمان بن هشام أن ينصرفوا إلى الموصل فيجعلوها ظهرهم .
فارتحلوا وتبعهم مروان حتى انتهوا إلى الموصل فعسكروا شرقي دجلة ، وعقدوا عليها جسراً ، وخندق مروان بإزائهم ، وأهل الموصل يقاتلون مع الخوارج ، فأقام مروان ستة أشهرٍ يقاتلهم ، وقيل تسعة أشهر .

الصفحة 316