كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 317 """"""
وكتب مروان إلى يزيد بن عمر بن هبيرة يأمره بالمسير من قرقيسيا ، بجميع من معه إلى العراق وعلى الكوفة المثنى ابن عمران العائذي ، وهو خليفة الخوارج بالعراق ، فلقي ابن هبيرة بعين التمر ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزمت الخوارج ، ثم تجمعوا بالكوفة بالنخيلة فهزمهم ابن هبيرة ، ثم اجتمعوا بالصراة ، فأرسل إليهم شيبان عبيد بن سوارفي خيلٍ عظيمةٍ ، فالتقوا بالصراة ، فانهزمت الخوارج ، وقتل عبيدة ولم يبق لهم بقيةٌ بالعراق ، واستولى ابن هبيرة على العراق ، وسار إلى واسط ، وأخذ عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وحبسه ، ووجه نباتة بن حنظلة إلى سليمان بن حبيب وهو على كور الأهواز ، فأرسل سليمان إلى نباتة داود بن حاتم ، فالتقوا على شاطيء دجيل ؛ فانهزم الناس ، وقتل داود بن حاتم .
وكتب مروان إلى ابن هبيرة لما استولى على العراق يأمره بإرسال عامر بن ضبارة المرى إليه ، فسيره في سبعة آلاف أو ثمانية ، فبلغ شيبان خبره ، فأرسل الجون بن كلاب الخارجي في جمع ، فالتقوا فهزم عامرٌ ؛ فأمده مروان بالجنود ، فقاتل الخوارج فهزمهم ؛ وقتل الجون ، وسار إلى الموصل ، فلما بلغ شيبان قتل الجون ومسير عامر نحوه كره أن يقيم بين العسكرين ، فارتحل بمن معه ، وقدم عامر على مروان بالموصل فسيره في جمعٍ كثير في أثر شيبان ، وأمره ألا يبدأه بقتالٍ ، فإن قاتله شيبان قاتله ، وإن أمسك عنه أمسك ، فكان كذلك ، حتى مر على الجبل ، وخرج على بيضاء فارس ، وبها عبد الله بن معاوية بن جعفر ، وسار إلى نحو كرمان ، فأدركه عامرٌ ، فالتقوا واقتتلوا ، وانهزم شيبان إلى سجستان فهلك بها ، وذلك في سنة 1 ثلاثين ومائة .
وقيل : بل كان قتال شيبان ومروان على الموصل نحو شهر ، ثم انهزم شيبان حتى لحق بفارس ، وعامرٌ يتبعه ، وسار إلى جزيرة ابن كاوان ، ثم إلى عمان فقتله جلندي بن مسعود بن جيفر ابن جلندي الأزدي سنة 1 أربع وثلاثين ومائة ، وسنذكره إن شاء الله في أخبار الدولة العباسية .
فلنرجع إلى تتمة حوادث سنة 1 سبع وعشرين مائة وما بعدها .
فيها كان من أخبار الأندلس وشيعة بني العباس ما نذكره إن شاء الله في مواضعه .
الصفحة 317
336