كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 319 """"""
جهم ، وانتهبوا منزل سلم بن أحوز ، وقتل من كان بحرس باب بالين وذلك لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة يوم الاثنين .
وركب الحارث في سكة السغد ، فرأى أعين مولى حيان فقاتله ، فقتل أعين ، وركب سلم حين أصبح ، وأمر مناديا فنادى : من جاء برأسٍ فله ثلاثمائة . فلم تطلع الشمس حتى انهزم الحارث بعد أن قاتلهم الليل كله .
وأتى سلم عسكر الحارث فقتل كاتبه يزيد بن داود ، وقتل الرجل الذي دل الحارث على النقب ، وأرسل نصل إلى الكرماني فأتاه علىعهد ، وعنده جماعةٌ ، فوقع بين سلم بن أحوز والمقدام بن نعيم كلامٌ ، فأغلظ كل واحدٍ منهما لصاحبه ، وأعان كل واحدٍ منهما نفرٌ من الحاضرين ؛ فخاف الكرماني أن يكون مكراً من نصر ، فقام وتعلقوا به ، فلم يجلس ، وركب فرسه ، ورجع ، وقال : أراد نصرٌ الغدر بي .
وأسر يومئذ جهم بن صفوان وكان مع الكرماني فقتل ، وأرسل الحارث ابنه حاتما إلى الكرماني ، فقال له محمد بن المثنى : هما عدواك ، دعهما يضطربان .
فلما كان الغد ركب الكرماني فقاتل أصحاب نصر ، ووجه أصحابه يوم الأربعاء إلى نصر ، فتراموا ثم تحاجزوا ولم يكن بينهم يوم الخميس قتالٌ . والتقوا يوم الجمعة فانهزمت الأزد حتى وصلوا إلى الكرماني ، فأخذ اللواء بيده ، فقاتل به فانهزم أصحاب نصر ، وأخذوا لهم ثمانين فرسا ، وصرع تميم بن نصر ، وسقط سلم ابن أحوز فحمل إلى عسكر نصر .
فلما كان الليل خرج نصرٌ من مرو ، وقتل عصمة بن عبد الله الأسدي ، وكان يحمي أصحاب نصر ، واقتتلوا ثلاثة أيام ، فانهزم أصحاب الكرماني في آخر يوم وهم الأزد وربيعة ، فنادى الخليل بن غزوان : يا معشر ربيعة واليمن فدخل الحارث السوق ففت في أعضاد المضرية ، وهم أصحاب نصر ، فانهزموا وترجل تميم بن نصر فقاتل . فلما هزمت اليمانية مضر أرسل الحارث إلى نصر : إن اليمانية يعيرونني بانهزامكم ، وأنا كافٌ . فاجعل حماة أصحابك بإزاء الكرماني . فأخذ عليه نصرٌ العهود بذلك ، وقدم على نصر عبد الحكم ابن سعيد العوذي وأبو جعفر عيسى بن جرز من مكة : والعوذ : بطنٌ من الأزد ، فقال أبو جعفر لنصرٍ : أيها الأمير ، حسبك من الولاية وهذه

الصفحة 319