كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 32 """"""
ذكر أخبار نجدة بن عامر الحنفي حيث وثب باليماية وما كان من أمره
كان نجدة بن عامر بن عبد الله بن سيار بن مفرج الحنفي مع نافع بن الأزرق ، ففارقه وسار إلى اليمامة ، وكان أبو طالوت وهو من بني بكر بن وائل ، وأبو فديك عبد الله بن ثور بن قيس ابن ثعلبة ، وعجية بن الأسود اليشكري ، قد وثبوا بها مع أبي طالوت ، فلما قدمها نجدة دعا أبا طالوت إلى نفسه ، فأجابه بعد امتناع ، ومضى أبو طالوت إلى الخضارم ، فنهبها ، وكانت لبني حنيفة ، فأخذها منهم معاوية بن أبي سفيان ، فجعل فيها من الرقيق ما عدتهم وعدة أبنائهم ونسابهم أربعة آلاف ، فغنم ذلك وقسمه بين أصحابه ، وذلك في سنة خمس وستين ، ثم إن عيراً خرجت من البحرين - وقيل من البصرة - تحمل مالاً وغيره يراد بها عبد الله بن الزبير ، فاعترضها نجدة ، فأخذها وساقها حتى أتى بها أبا طالوت بالخضارم ، فقسمها بين أصحابه ، وقال : اقتسموا هذا المال - وردوا هذه العبيد ، واجعلوهم يعملون بالأرض لكم ، فإن ذلك أنفع ، فاقتسموا المال ، وقالوا : نجدة خير لنا من أبي طالوت ، وذلك في سنة ست وستين .
ولما تمت بيعته بينهم سار في جمع إلى بني كعب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة ، فلقيهم بذى المجاز فهزمهم وقتل فيهم قتلاً ذريعاً ، ثم كثرت جموعه حتى بلغت ثلاثة آلاف ، فسار إلى البحرين في سنة سبع وستين ، فقالت الأزد : نجدة أحب إلينا من ولاتنا لأنه ينكر الجور ، وولاتنا تجور ؛ فعزموا على مسالمته ، واجتمعت عبد القيس ، وقتل منهم جمع كثير ، وسبى نجدة من قدر عبيه من أهل القطيف ، وأقام بالبحرين .
الصفحة 32
336