كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 321 """"""
الباقون ، وصفت مرو للكرماني واليمن ، فهدموا دور المضرية ، فقال نصر ابن سيار للحارث حين قتل :
يا مدخل الذلّ على قومه . . . بعداً وسحقاً لك من هالك
شؤمك أردى مضراً كلّها . . . وعضّ من قومك بالحارك
ما كانت الأزد وأشياعها . . . تطمع في عمرو ولا مالك
ولا بني سعدٍ إذا ألجموا . . . كلّ طمرٍّ لونه حالك
وفي هذه السنة كان اجتماع أبي حمزة الخارجي وعبد الله بن يحيى المعروف بطالب الحق ، واتفقا على الخروج على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
وحج بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وهو عامل مكة والمدينة ، وكان بالعراق عمال الضحاك الخارجي وعبد الله بن عمر ابن عبد العزيز ، وبخراسان نصر بن سيار والفتنة قائمةٌ .
سنة 1 تسع وعشرين ومائة :
ذكر مقتل الكرماني وهو جديع بن علي الأزدي
قال : ولما خلصت مرو للكرماني وتنحى نصرٌ عنها أرسل نصرٌ أصحابه لقتاله مراراً ، كل ذلك والظفر لأصحاب الكرماني ، ثم خرجوا جميعاً واقتتلوا قتالاً شديداً ، وذلك بعد ظهور أمر أبي مسلم الخراساني ودعوته لبني العباس ، فكتب أبو مسلم إلى نصر والكرماني : إن الإمام أوصاني بكما . ثم أقبل بمن معه حتى نزل خندقيهما ، فهابه الفريقان . وبعث إلى الكرماني : إني معك . فقبل ذلك ، وانضم أبو مسلم إليه ، فاشتد ذلك على نصر ، وأرسل إلى الكرماني يخوفه من أبي مسلم ، ويقول له : ادخل إلى مرو ، واكتب بيننا كتاباً بالصلح ، وهو يريد أن يفرق بينهما ، فدخل الكرماني منزله ، وأقام أبو مسلم في العسكر ، وخرج الكرماني حتى وقف في الرحبة في مائة فارس ، وأرسل إلى نصر أن اخرج لنكتب الكتاب .

الصفحة 321