كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 322 """"""
فلما نظر نضرٌ إلى غرة الكرماني أرسل إليه ثلاثمائة فارس ، فاقتتلوا قتالاً شديداً فطعن الكرماني في خاصرته ، فخر عن دابته ، وحماه أصحابه حتى جاءهم مالا قبل لهم به . فقتل نصر الكرماني وصلبه ، وصلب معه سمكة .
فأقبل ابنه عليٌ وقد جمع جمعاً كثيرا ، وانضم إلى أبي مسلم ، وقاتلوا نصر بن سيار حتى أخرجوه من دار الإمارة . ودخل أبو مسلم مرو على ما نذكر ذلك إن شاء الله في أخبار الدولة العباسية .
قال : ولما رأى نصرٌ قوة أبي مسلم كتب إلى مروان بن محمد يعلمه حال أبي مسلم وخروجه وكثرة من معه ، وأنه يدعو إلى إبراهيم ابن محمد ، وكتب إليه بأبيات شعرٍ ، وهي :
أرى بين الرّماد وميض نار . . . فأوشك أن يكون له ضرام فإنّ النار بالعودين تذكى . . . وإنّ الحرب مبدؤها كلام
فقلت من التعجّب ليت شعري . . . أيقاظٌ أميّة أم نيام
فكتب إليه مروان : إن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ، فاحسم الثؤلول قبلك .
فقال نصر : أما صاحبكم فقد أعلمكم أنه لا نصر عنده . وكتب نصر إلى يزيد بن هبيرة بالعراق يستمده . فلما قرأ كتابه قال : لا تكثر ، فليس له عندي رجل . ثم قبض مروان على إبراهيم الإمام وحبسه ، وكان من أمره ما نذكره إن شاء الله في أخبارهم .
ذكر خبر أبي حمزة المختار ابن عوف الأزدي البصري مع طالب الحق عبد الله بن محمد ابن يحيى الحضرمي
كان المختار من الخوارج الأباضية ، وكان يوافي مكة في كل سنة يدعو الناس إلى خلاف مروان بن محمد ، فلم يزل كذلك حتى وافى عبد الله بن محمد بن يحيى الحضرمي المعروف بطالب الحق في آخر سنة 1 ثمان وعشرين ومائة ، فقال له : يا
الصفحة 322
336