كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 326 """"""
بمن معه ، والتقوا واقتتلوا ، فقتل طالب الحق ، وحمل رأسه إلى مروان بالشام ، ومضى ابن عطية إلى صنعاء ، فدخلها وأقام بها ، فكتب إليه مروان يأمره أن يسرع السير ليحج بالناس ؛ فسار في اثني عشر رجلا ومعه أربعون ألف دينار ، وخلف عسكره وخيله بصنعاء ؛ فبينا هو يسير أتاه ابنا جمانة المراديان في جمعٍ كثي ، فقالوا له ولأصحابه : أنتم لصوص ، فأخرج ابن عطية عهده على الحج ، وقال : هذا عهد أمير المؤمنين ، وأنا ابن عطية . فقالوا : هذا باطل ، وأنتم لصوص ، فقاتلهم ابن عطية حتى قتل في سنة 1 ثلاثين ومائة .
نعود إلى تتمة حوادث سنة 1 تسع وعشرين ومائة : في هذه السنة كان ظهور الدولة العباسية بخراسان على ما نذكره في أخبار الدولة العباسية .
وفيها غلب عبد الله بن معاوية على فارس على ما نذكر ذلك في أخبار آل أبي طالب .
وحج بالناس في هذه السنة عبد الواحد ، وكان هو العامل على مكة والمدينة والطائف وعلى العراق ابن هبيرة ، وعلى خراسان نصر بن سيار ، والفتنة قائمة .
سنة 1 ثلاثين ومائة : في هذه السنة دخل أبو مسلم الخراسان مرو ، وبايع الناس لبني العباس على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى .
وفيها هرب نصر بن سيار عن خراسان .
وفيها كان من أخبار الدولة العباسية ما نذكره إن شاء الله تعالى .
وفيها غزا الوليد بن هشام الصائفة ، فنزل العمق وبني حصن مرعش .
وحج بالناس في هذه السنة محمد بن عبد الملك بن مروان ، وهو أمير مكة والمدينة والطائف .
سنة 1 احدى وثلاثين ومائة : في هذه السنة مات نصر بن سيار ، ودخل قحطبة الري من قبل أبي مسلم الخراساني ، ثم دخل أصفهان ، وفتحت شهرزور لبني العباس ، وسار قحطبة إلى العراق لقتال ابن هبيرة .
الصفحة 326
336