كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 327 """"""
وحج بالناس في هذه السنة الوليد بن عروة بن محمد بن عطية السعدي ، وهو ابن أخي عبد الملك بن محمد ، وكان على الحجاز ؛ ولما بلغه قتل عمه عبد الملك توجه إلى الذين قتلوه فقتل منهم مقتلةً عظيمة ؛ وبقر بطون نسائهم ، وقتل الصبيان ، وحرق بالنار من قدر عليه منهم ، وكان على العراق يزيد بن هبيرة .
سنة 1 اثنتين وثلاثين ومائة : في هذه السنة كانت هزيمة يزيد بن هبيرة عامل العراق .
وفيها خرج محمد بن خالد بن عبد الله القسري مسوداً بالكوفة ، وأخرج عامل ابن هبيرة منها على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى .
وفيها كان انقضاء الدولة الأموية ، وابتداء الدولة العباسية ، وبيعة أبي العباس السفاح بالخلافة .
وسار عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس إلى مروان بن محمد بأمر السفاح ، فلقيه بزاب الموصل ، واقتتلوا ، فانهزم مروان إلى مصر ، فلحقه صالح بن علي أخو عبد الله ببوصير ، فقتله ليلة الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة على ما نذكر ذلك إن شاء الله مبيناً في أخبار الدولة العباسية ، جرياً في ذلك على القاعدة التي قدمناها .
ولما قتل مروان بن محمد كان له من العمر تسعٌ وخمسون سنة . وقيل : أقل من ذلك .
وكانت ولايته إلى أن بويع للسفاح خمس سنين وشهراً ، وإلى أن قتل خمس سنين وعشرة أشهر .
وكان نقش خاتمه : اذكر الموت يا غافل .
وكان له من الأولاد : عبد الله ، وعبيد الله ؛ هربا بعد قتله . فأما عبد الله فقتله الحبشة ، وعبيد الله أعقب .
وقيل : إنه أخذ وحبس إلى أيام الرشيد ، فمات ببغداد ، بعد أن أضر .
كاتبه : عبد الحميد بن يحيى مولى بني عامر .
قاضيه : عثمان التيمي .
حاجبه : مقلار مولاه .

الصفحة 327