كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 34 """"""
ذكر الخلاف على نجدة وقتله وتولية أبي فديك
قال : ثم إن أصحاب نجدة اختلفوا عليه لأسباب نقموها منه ، فخالف عليه عطية بن الأسود ، وسبب ذلك أن نجدة بعث سرية براً وبحرا ، فأعطى سرية البر أكثر من سرية البحر ، فنازعه عطية حتى أغضبه ، فشتمه نجدة ، فغضب عطية وفارقه ، وألب الناس عليه ، فخالفوه وانحازوا عنه ، وولوا أمرهم أبا فديك عبد الله بن ثور ، من بني قيس بن ثعلبة ، فاستخفى نجدة ، وقيل لأبي فديك : إن لم تقتله تفرق الناس عنك ، فألح في طلبه حتى ظفر به أصحابه ، فقتلوه ، فلما قتل نجدة سخط قتله جماعة من أصحاب أبي فديك ، ففارقوه وثار به مسلم بن جبير فضربه اثنتي عشرة ضربة بسكين ، فقتل مسلم ، وحمل أبو فديك إلى منزله .
هذا ما كان من أمر الخوارج الذين خرجوا على عبد الله بن الزبير في أيام خلافته ، فلنذكر خلاف ذلك مما وقع في أيامه بالأعمال الداخلة في ولايته .
ذكر الحوادث التي وقعت في أيام عبد الله بن الزبير خلاف ما ذكرناه في الأعمال الداخلة في ولايته على حكم السنين
سنة أربع وستين
قد ذكرنا بعض حوادث هذه السنة في أخبار يزيد ، فلنذكر من حوادثها خلاف ذلك : فيها حج عبد الله بن الزبير بالناس ، وكان عامله على المدينة أخوه عبيدة بن الزبير ، وعلى الكوفة عبد الله بن يزيد الخطمي ، وعلى قضائها سعيد بن نمران ، وأبي شريح أن يقضي في الفتنة ، وعلى البصرة عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ، وعلى قضائها هشام بن هبيرة ، وعلى خراسان عبد الله بن خازم .
سنة خمس وستين
في هذه السنة عزل عبد الله بن الزبير أخاه عبيدة عن المدينة ، واستعمل أخاه مصعباً ؛ وسبب ذلك أن عبيدة خطب الناس فقال : قد ترون ما صنع الله بقوم في ناقة قيمتها خمسمائة درهم ، فسمى : مقوم الناقة ، فبلغ ذلك أخاه فعزله ، واستعمل مصعباً ،

الصفحة 34