كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 37 """"""
وفيها توفي عبد الله بن عمرو بن العاص بمصر ، وكان قد عمي . وقيل : كانت وفاته في سنة ثمان وستين ، وقيل سنة تسع ، والله أعلم .
سنة ست وستين
ذكر الفتنة بخراسان
في هذه السنة حاصر عبد الله بن خازم من كان بخراسان من بني تميم بسبب قتلهم ابنه محمدا ، وذلك أنه لما تفرقت بنو تميم بخراسان على ما تقدم ، أتى قصر قرنبا عدة منهم ما بين السبعين إلى الثمانين ، فولوا أمرهم عثمان بن بشر بن المحتفز المازني ، ومعه شعبة بن ظهير النهشلي ، وورد بن الفلق العنبري ، وزهير بن ذؤيب العدوي ، وجيهان بن مشجعة الضبي ، والحجاج بن ناشب العدوي ، ورقبة ابن الحر في فرسان بني تميم وشجعانهم ، فحاصرهم ابن خازم ، فكانوا يخرجون إليه فيقاتلونه ، ثم يرجعون إلى القصر ، فخرج ابن خازم يوماً في ستة آلاف ، وخرج أهل القصر إليه ، فقال لهم بشر : ارجعوا فلن تطيقوه ، فحلف زهير بن ذويب بالطلاق إنه لا يرجع حتى ينقض صفوفهم ، فاستبطن نهراً قد يبس ، فلم يشعر به أصحاب ابن خازم حتى حمل عليهم ، فحطم أولهم على آخرهم ، واستدار وكر راجعاً ، واتبعوه يصيحون به ، ولم يجسر أحد ينزل إليه حتى رجع إلى موضعه ، فحمل عليهم ، فأفرجوا له حتى رجع ، فقال ابن خازم لأصحابه : إذا طاعنتم زهيراً فاجعلوا في رماحكم كلاليب ، ثم علقوها في سلاحه ، فخرج إليهم يوماً فطاعنهم ، فأعلقوا فيه أربعة رماح بالكلاليب ، فالتفت إليهم ليحمل عليهم ، فاضطربت أيديهم ، وخلوا رماحهم ، فعاد يجر أربعة أرماح حتى دخل القصر ، فأرسل ابن خازم إلى زهير ، فضمن له مائة ألف وميسان طعمة ليناصحه ، فلم يجبه ، فلما طال الحصار عليهم أرسلوا إلى ابن خازم أن يمكنهم من الخروج ليتفرقوا ، فأبى إلا على حكمه ، فأجابوه إلى ذلك ، فقال زهير : ثكلتكم أمهاتكم ، والله ليقتلنكم عن آخركم ، فإن طبتم بالموت نفساً فموتوا كراماً ، اخرجوا بنا جميعا ، فإما أن تموتوا كراماً ، وإما أن ينجو بعضكم ويهلك بعضكم ، وأيم الله لئن شددتم عليهم شدة صادقة ليفرجن لكم ، فإن شئتم كنت
الصفحة 37
336