كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 39 """"""
فقال : لا ندعك تخرج بأعطياتنا ؛ فضمن له عبيد الله ابن عبد الله العطاء ، فكف عنه ، وشخص حمزة بالمال إلى المدينة ، فأودعه رجالا ، فجحدوه ، إلا رجلاً واحداً ، فوفى له ، فبلغ ذلك أباه ، فقال : أبعده الله ، أردت أن أباهي به بني مروان فنكص . وقيل : إن مصعباً أقام بالكوفة سنة بعد قتل المختار معزولاً عن البصرة ، ثم وفد إلى أخيه فرده إلى البصرة ، وقيل : بل انصرف مصعب إلى البصرة بعد قتل المختار ، واستعمل على الكوفة الحارث بن أبي ربيعة ، وكانتا في عمله ، فعزله أخوه ، واستعمل ابنه حمزة ، ثم عزل حمزة بكتاب الأحنف وأهل البصرة ، ورد مصعباً ، وذلك في سنة ثمان وستين .
وحج بالناس في هذه السنة عبد الله بن الزبير ، وكان العمال من تقدم ذكرهم ، وكان على قضاء الكوفة عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وعلى قضاء البصرة هشام بن هبيرة .
سنة ثمان وستين
ذكر حصار الري وفتحها
وفي هذه السنة أمر مصعب بن الزبير عتاب بن ورقاء الرياحي عامله على أصفهان بالمسير إلى الري وقتال أهلها ، لمساعدتهم الخوارج على يزيد بن الحارث ، كما تقدم ، وامتناعهم في مدينتهم ، فسار إليهم عتاب ، وقاتلهم ، وعليهم الفرخان ففتحها عنوة ، وغنم ما فيها وافتتح سائر قلاعها ونواحيها . والله أعلم .
ذكر أخبار عبيد الله بن الحر ومقتله
وفي هذه السنة قتل عبيد الله بن الحر الجعفي ، وكان من خيار قومه صلاحاً وفضلاً واجتهاداً ، ولما قتل عثمان حضر إلى معاوية وشهد معه صفين وأقام عند معاوية ، وكانت زوجته بالكوفة ، فلما طالت غيبته عنها زوجها أخوها رجلاً ، يقال له عكرمة بن الخنبص ، فبلغ ذلك عبيد الله ، فأقبل من الشام فخاصمه عكرمة إلى علي

الصفحة 39