كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 41 """"""
وما إن رأى الراءون أفضل منهمو . . . لدى الموت سادات وزهراً قماقمه
أتقتلهم ظلماً وترجو ودادنا . . . فدع خطة ليست لنا بملائمه
لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم . . . فكم ناقم منا عليكم وناقمه
أهم مراراً أن أسير بجحفل . . . إلى فئة زاغت عن الحق ظالمه
فكفوا وإلا زرتكم في كتائب . . . أشد عليكم من زحوف الديالمه قال : وأقام ابن الحر بمنزله على شاطىء الفرات إلى أن مات يزيد ، ووقعت الفتنة ، فقال : ما أرى قرشياً ينصف ، أين أبناء الحرائر ؟ فأتاه كل خليع ، ثم خرج إلى المدائن فلم يدع مالاً قدم به للسلطان إلا أخذ منه عطاءه وعطاء أصحابه ، ويكتب لصاحب المال بما أخذ منه ، ثم جعل يتقصى الكور على مثل ذلك ، إلا أنه لم يعترض لمال أحد ولا دمه ، فلم يزل كذلك حتى ظهر المختار وسمع ما يعمله ابن الحر في السواد ، فأخذ امرأته فحبسها ، فأقبل عبيد الله في أصحابه إلى الكوفة ، فكسر باب السجن ، وأخرجها ، وأخرج كل امرأة كانت فيه ، ومضى ، وجعل يعبث بعمال المختار وأصحابه ، فأحرقت داره في همدان ، ونهبت ضيعته ، فسار إلى ضياع همذان فنهبها جميعاً ، وكان يأتي المدائن فيمر بعمال جوخى فيأخذ ما معهم من المال ، ثم يميل على الجبل ، فلم يزل على ذلك حتى قتل المختار .
وقيل : إنه بايع المختار بعد امتناع ، وسار مع إبراهيم بن الأشتر إلى الموصل ، ولم يشهد معه قتال ابن زياد ، وتمارض ، ثم فارق ابن الأشتر ، وأقبل إلى الأنبار في ثلاثمائة ، فأغار عليها ، وأخذ ما في بيت مالها ، فلما فعل ذلك أمر المختار بهدم داره وأخذ امرأته ، ففعل ما تقدم ذكره ، وحضر مع مصعب قتال المختار ، فلما قتل المختار قال الناس لمصعب : إنا لا نأمن أن يثب عبيد الله بن الحر بالسواد كما فعل بابن زياد والمختار ، فحبسه ، فكلم قوماً من وجوه مذحج ليشفعوا له إلى مصعب ، وأرسل إلى فتيان مذحج ، فقال : البسوا السلاح واستروه ، فإن شفعهم مصعب وإلا فاقصدوا السجن فإنني سأعينكم من داخل .

الصفحة 41