كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 42 """"""
فلما شفع أولئك النفر شفعهم مصعب فيه ، وأطلقه ، فأتى منزله ، وأتاه الناس يهنئونه ، فكلمهم في الخروج على مصعب ، وقال لهم : قاتلوا عن حريمكم ؛ فإني قد قلبت ظهر المجن واظهرت العداوة ولا قوة إلا بالله .
وخرج عن الكوفة ، وحارب وأغار ، فأرسل إليه مصعب سيف بن هانىء المرادي ، فعرض عليه خراج بادرويا وغيرها ، ويدخل في الطاعة ، فلم يجب إلى ذلك ، فندب لقتاله الأبرد بن قرة الرياحي ، فقاتله فهزمه عبيد الله وضره على وجهه ، فبعث إليه حريث بن زيد فقتله ، فبعث إليه الحجاج ابن حارثة الخثعمي ، ومسلم بن عمرو ، فلقياه بنهر صرصر . فقاتلهما وهزمهما ، فأرسل إليه يدعوه إلى الأمان والصلة ، وأن يوليه أي بلد شاء ؛ فلم يقبل ذلك وأتى نرسا ، ففر دهقانها بمال إلى عين التمر وعليها بسطام بن مصقلة بن هبيرة الشيباني ، فالتجأ الدهقان إليه ، فتبعه عبيد الله فقاتله بسطام ، ووافاه الحجاج ابن حارثة ، فأسرهما عبيد الله ، وأسر جماعة كثيرة ممن معهما ، وأخذ المال الذي مع الدهقان ، وأطلق الأسارى وأتى تكريت ، فأقام بها يجبي الخراج ، فبعث إليه مصعب الأبرد بن قرة الرياحي ، والجون ابن كعب الهمداني في ألف ، وأمدهم المهلب بيزيد بن المغفل في خمسمائة ، فقاتلهم يومين وهو في ثلاثمائة . فلما كان عند المساء من اليوم الثاني تحاجزوا ، وخرج عبيد الله من تكريت ، وسار نحو كسكر ، فأخذ بيت مالها ، ثم أتى الكوفة فنزل إلى دير الأعور ، فبعث إليه مصعب حجار بن أبجر فانهزم حجار ، فشتمه مصعب ، وضم إليه الجون بن كعب الهمداني وعمر بن عبيد الله بن معمر ، فقاتلوه بأجمعهم ، وكثرت الجراحات في أصحاب ابن الحر ، وعقرت خيولهم ، فانهزم حجار ، ثم رجع فاقتتلوا قتالا شديدا ، حتى أمسوا ، وخرج ابن الحر من الكوفة ، فكتب مصعب إلى يزيد ابن الحارث بن رويم الشيباني وهو بالمدائن يأمره بقتاله ، فقدم ابنه حوشباً ، فقاتله فهزمه عبيد الله ، وأقبل إلى المدائن فتحصنوا منه ، فندب إليه الجون بن كعب الهمداني

الصفحة 42