كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 44 """"""
فكتب إلى عبد الله بن الزبير قصيدة يعاتب فيها مصعبا ويخوفه مسيره إلى عبد الملك بن مروان يقول فيها :
أبلغ أمير المؤمنين رسالة . . . فلست على رأي قبيح أواربه
أفي الحق أن أجفى ويجعل مصعب . . . وزيره من قد كنت فيه أحاربه
فكيف ، وقد أبليتكم حق بيعتي . . . وحقي يلوى عندكم وأطالبه
وأبليتكم مالاً يضيع مثله . . . وآسيتكم والأمر صعب مراتبه
فلما استنار الملك وانقادت العدا . . . وأدرك من مال العراق رغائبه
جفا مصعب عني ولو كان غيره . . . لأصبح فيما بيننا لا أعاتبه
لقد رابني من مصعب أن مصعبا . . . أرى كل ذى غش لنا هو صاحبه
إذا قمت عند الباب أدخل مسلم . . . ويمنعني أن أدخل الباب حاجبه
أشار بقوله : وزيره ؛ إلى مسلم بن عمرو والد قتيبة ، والمهلب ابن أبي صفرة ، ويدل على ذلك قوله أيضاً في غيرها : بأي بلاء أم بأية نعمة تقدم قبلي مسلم والمهلب قال : فحبسه مصعب ، وله معه معاتبات من الحبس ، وقال في قصيدة يهجو فيها قيس عيلان منها :
ألم تر قيسا قيس عيلان برقعت . . . لحاها وباعت نبلها بالمغازل
فأرسل زفر بن الحارث الكلابي إلى مصعب يقول : قد كفيتك قتال ابن الزرقاء - يعني عبد الملك . وابن الحر يهجو قيسا ؛ ثم إن نفراً من بني سليم أسروا عبيد الله بن الحر ، فقال : إنما قلت :
ألم تر قيساً قيس عيلان أقبلت . . . إلينا وسارت في القنا والقنابل
فقتله رجل منهم يقال له عياش ، والله أعلم .
وفي هذه السنة سنة وافى عرفات أربعة ألوية :
الصفحة 44
336