كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 52 """"""
لما رأيت الأمر أمراً نهبا . . . يسرت غسان لهم وكلبا
والسكسكيين رجالاً غلبا . . . وطيئا تأباه إلا ضربا
والقين تمشى في الحديد نكبا . . . ومن تنوخ مشمخرا صعبا
لا يأخذون الملك إلا غصبا . . . فإن دنت قيس فقل لا قربا
ذكر موقعة مرج راهط وقتل الضحاك بن قيس بن خالد الفهري والنعمان ابن بشير بن سعيد بن تغلب الأنصاري الخزرجي
قال : ولما بويع مروان بن الحكم سار من الجابية إلى مرج راهط ، وبه الضحاك بن قيس ومن معه ؛ وكان الضحاك قد استمد النعمان ابن بشير وهو على حمص ؛ فأمده بشر حبيل بن ذي الكلاع ، واستمد أيضاً زفر بن الحارث فأمده بأهل قنسرين ، وأمده ناتل بأهل فلسطين ، وكان ناتل بن قيس قد وثب بفلسطين لما خرج منها حسان بن مالك إلى الأردن ، وأخرج خليفته روح بن زنباع ، وبايع ناتل لابن الزبير ، فاجتمعت هذه الأمداد مع الضحاك .
واجتمع إلى مروان كلب ، وغسان ، والسكاسك ، والسكون ؛ وجعل على ميمنته عمرو بن سعيد ، وعلى ميسرته عبيد الله بن زياد ، وكان يزيد بن أبي النمس الغساني مختفيا بدمشق لم يحضر الجابية ، فغلب على دمشق ، وأخرج عنها عامل الضحاك بن قيس ، واستولى على الخزائن وبيت المال ، وبايع لمروان ، وأمده بالأموال والرجال والسلاح ، فكان ذلك أول فتح - على بني أمية .
وتحارب مروان والضحاك بمرج راهط عشرين ليلة ؛ واقتتلوا قتالاً شديداً ؛ فقتل الضحاك ، قتله زحنة بن عبد الله الكلبي ، وقتل معه ثمانون رجلاً من أشراف الشام ، وقتلت قيس مقتلة عظيمة لم تقتل مثلها في موطن قط ، وكان ممن قتل هانىء بن

الصفحة 52