كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 53 """"""
قبيصة النميري سيد قومه ، قتله وازع بن ذؤالة الكلبي ، فلما سقط جريحاً قال :
تعست ابن ذات النوف أجهز على فتى . . . يرى الموت خيراً من فرار وأكرما
ولا تتركني بالحشاشة إنني . . . صبور إذا ما النكس مثلك أحجما
فعاد إليه وازع فقتله ، وكانت هذه الوقعة في المحرم سنة خمس وستين .
وقيل : كانت في آخر سنة أربع وستين .
ولما أتى مروان برأس الضحاك ساءه ذلك ، وقال : الآن حين كبرت سني ودق عظمي أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض .
وقيل : إن الضحاك كان في ستين ألف فارس ومروان في ثلاثة عشر ألفاً .
حكى المدائني في كتاب المكايد له ، قال : لما التقى مروان والضحاك بمرج راهط قال عبيد الله بن زياد لمروان : إن فرسان قيس مع الضحاك فلا ننال منه ما نريد إلا بكيد ، فأرسل إليه فاسأله الموادعة حتى ننظر في أمرك ، على أنك إن رأيت البيعة لابن الزبير بايعت ، ففعل فأجابه الضحاك إلى الموادعة ، وأصبح أصحابه قد وضعوا سلاحهم ، وكفوا عن القتال ، فقال ابن زياد لمروان : دونك . فشد مروان ومن معه على عسكر الضحاك على غفلة منهم وانتشار ، فقتلوا من قيس مقتلة عظيمة ، وقتل الضحاك يومئذ فلم يضحك رجال من قيس بعد يوم المرج حتى ماتوا .
وقيل المكيدة كانت من عبيد الله بن زياد ، كاد بها الضحاك . وقال له : مالك والدعاء إلى ابن الزبير وأنت رجل قرشي ومعك الخيل ، وأكثر قيس ؟ فادع لنفسك ، فأنت أسن منه وأولى .
ففعل الضحاك ذلك ، فاختلف عليه الجند ، فقاتله مروان عند ذلك فقتل . والله أعلم .