كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 54 """"""
قال : ولما انهزم الناس من المرج لحقوا بأجنادهم ، فانتهى أهل حمص إليها وعليها النعمان بن بشير ، فلما بلغه الخبر خرج هاربا ومعه امرأته نائلة بنت عمارة الكلبية وثقله وأولاده ، فتحير ليلته كلها ، فأصبح أهل حمص فطلبوه ، وكان الذي طلبه عمرو بن الخلي الكلاعي فقتله .
وقيل : اتبعه خالد بن عدي الكلاعي فيمن خف معه من أهل حمص فلحقه فقتله وبعث برأسه إلى مروان .
وقال علي بن المديني : قتل النعمان بن بشير بحمص غيلة قتله أهلها .
وقيل : قتل بقرية من قرى حمص يقال لها تيزين . والنعمان من الصحابة ، ولد قبل وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بثماني سنين .
قال : ولما بلغت الهزيمة زفر بن الحارث الكلابي بقنسرين هرب منها ، فلحق بقرقيسيا وعليها عياض الجرشي ، وكان يزيد بن معاوية ولاه إياها ، فطلب منه أن يدخل الحمام ويحلف له بالطلاق والعتاق أنه إذا خرج من الحمام لا يقيم بها ، فأذن له ، فدخلها ، فغلب عليها وتحصن بها ، ولم يدخل حمامها ، واجتمعت إليه قيس . وهرب ناتل بن قيس الجذامي من فلسطين ، فلحق بابن الزبير بمكة ؛ واستعمل مروان بعده على فلسطين روح بن زنباع ، واستوثق الشام لمروان . وقيل : إن عبيد الله بن زياد إنما جاء إلى بني أمية وهم بتدمر ، ومروان يريد أن يسير إلى ابن الزبير فيبايعه ويأخذ منه الأمان لبني أمية ، فرده عن ذلك ، وأمره أن يسير بأهل تدمر إلى الضحاك فيقاتله ، وواقفه عمرو بن سعيد ، وأشار على مروان أن يتزوج أم خالد ابن يزيد ليسقط من أعين الناس ، فتزوجها ، وهي فاختة ابنة أبي هاشم ابن عتبة ، ثم جمع بني أمية فبايعوه ، وبايعه أهل تدمر .
وسار إلى الضحاك في جمع عظيم ، وخرج الضحاك إليه ، فاقتتلا ، فقتل الضحاك ، وسار زفر بن الحارث إلى قرقيسياء ، وصحبه في هزيمته شابان من بني سليم ؛ فجاءت خيل مروان في طلبه ، فقال الشابان له : انج بنفسك ، فإنا نحن نقتل . فمضى زفر وتركهما فقتلا ، وقال زفر في ذلك :

الصفحة 54