كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 55 """"""
أريني سلاحي لا أبالك إنني . . . أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا
أتاني عن مروان بالغيب أنه . . . مقيد دمى أو قاطع من لسانيا
ففي العيش منجاة وفي الأرض مهرب . . . إذا نحن رفعنا لهن المثانيا
فلا تحسبوني إن تغيبت غافلاً . . . ولا تفرحوا إن جئتكم بلقائيا
فقد ينبت المرعى على دمن الثرى . . . وتبقى حزارات النوس كماهيا
لعمري لقد أبقت وقيعة راهط . . . لحسان صدعا بيننا متنائيا
فلم ترمني نبوة قبل هذه . . . فرارى وتركى صاحبي ورائيا
عشية أدعو بالقران فلا أرى . . . من الناس إلا من على ولاليا
أيذهب يوم واحد إن أسأته . . . بصالح أيامي وحسن بلائيا
فلا صلح حتى تنحط الخيل بالقنا . . . ويثأر من نسوان كلب نسائيا
فأجابه جواس بن القعطل :
لعمري لقد أبقت وقيعة راهط . . . على زفرداء من الداء باقيا
مقيما ثوى بين الضلوع محله . . . وبين الحشا أعيا الطبيب المداويا
تبكي على قتلى سليم وعامر . . . وذبيان معذوراً وتبكي البواكيا
دعا بسلاح ثم أحجم إذ رأى . . . سوف جناب والطوال المذايا
عيها كأسد الغاب فتيان نجدة . . . إذا أشرعوا نحو الطعان العواليا
ذكر مسير مروان إلى مصر واستيلائه عليها
قال : ولما قتل الضحاك واستقر الشام لمروان سار إلى مصر فقدمها ، وعليها عبد الرحمن بن حجدر الفهري يدعو لابن الزبير ، فخرج إلى مروان فيمن معه ، وبعث مروان عمرو بن سعيد من ورائه ، حتى دخل مصر ، فقيل ذلك لابن حجدر ، فرجع فبايع الناس مروان ، وجاء مروان إلى مصر ، ودخل الدار البيضاء ، ثم سارعنها واستعمل عليها ابنه عبد العزيز ابن مروان ، واستقر مروان بدمشق .