كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 57 """"""
ذكر وفاة مروان بن الحكم
كانت وفاته في شهر رمضان سنة خمس وستين . قيل : مات بالطاعون . وقيل : بل كان سبب موته أنه لما بويع بالخلافة أراد حسان بن بحدل أن يجعل الأمر من بعده لخالدبن يزيد بن معاوية ، فبايعه على ذلك ، فقيل لمروان : الرأي أن تتزوج أم خالد تكفل ابنها حتى يصغر شأنه فلا يطلب الخلافة . فتزوجها .
وفد ذكرنا ذلك ، فدخل خالد يوماً على مروان ، وعنده جماعة فنظر إليه وهو يمشي بين الصفين فقال : إنه والله لأحمق ، تعال : يا بن الرطبة الاست ، يريد بذلك إسقاطه من أعين أهل الشام ، فقال له خالد : مؤتمن خائن . فندم مروان ، ثم دخل خالد على أمه ، فقال : هكذا أردت ، يقول لي مروان على رءوس الناس كذا وكذا . فقالت له : لا يعلمن ذلك منك ، فأنا أكفيك ، فوالله لا ترى بعد منه شيئاً تكرهه ، وسأقرب عليك ما بعد .
ثم دخل مروان عليها ، فقال لها : قال لك خالد في شيئا ؟ قالت : إنه أشد تعظيماً لك من أن يقول فيك شيئاً . فصدقها ، ومكثت أياماً بعد ذلك ، فنام مروان عندها في بعض الأيام ، فوضعت على وجهه وسادة ، وجلست عليها حتى مات . وهو معدود ممن قتله النساء .
ومولده سنة اثنتين من الهجرة ، وكان عمره ثلاثا وستين سنة . واختلف فيه إلى نيف وثمانين سنة . وصلى عليه ابنه عبد الملك ، وكانت ولايته منذ جددت له البيعة عشرة أشهر تقريباً ، وكان سلطانه بالشام ومصر .
أولاده : عبد الملك ، ومعاوية ، وعمرو ، وعبيد الله ، وعبد الله ، وأبان ، وداود ، وعبد العزيز ، وعبد الرحمن ، وبشر ، ومحمد ، وأم عمار .
كاتبه : سفيان الأحول . وقيل : عبيد اله بن أوس .
قاضيه : أبو إدريس الخولاني .
حاجبه : أبو سهل مولاه .
نقش خاتمه : الله ثقتي ورجائي .

الصفحة 57