كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 63 """"""
ذكر نبذة من أخبار عمرو بن سعيد الأشدق في الإسلام والجاهلية
كان مولد سعيد بن العاص والد عمرو عام الهجرة . وقيل : سنة إحدى . وقتل جده العاص بن سعيد يوم بدر كافراً ، قتله على ابن أبي طالب رضي الله عنه ، وكان لجد أبيه سعيد بن العاص ابن أمية ثمانية بنين ؛ منهم ثلاثة ماتوا على الكفر ، وهم : أحيحة ، وبه كان يكنى سعيد بن العاص ، وقتل أحيحة يوم الفجار . والعاص ، وعبيدة قتلا يوم بدر كافرين ، قتل العاص علي ، وقتل عبيدة الزبير ؛ وخمسة أدركوا الإسلام ، وصحبوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ وهم : خالد ، وعمرو ، وسعيد ؛ وأبان ، والحكم بنو سعيد ابن العاص بن أمية ، وغير رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) اسم الحكم ، فسماه عبد الله . وجد هؤلاء العاص بن أمية ذو العصابة ؛ قيل له ذلك ، لأنه كان من شرفه إذا اعتم بعمامة بمكة لا يعتم أحد بلونها إجلالا له ، وكان يكنى بأبي أحيحة ، وفي ذلك يقول الشاعر :
أبو أحيحة من يعتم عمته . . . يضرب ولو كان ذا مال وذا حسب
وكان سعيد بن العاص والد عمرو من أشراف قريش ممن جمع له السخاء والفصاحة ، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بن عفان رضي الله عنه ، واستعمله عثمان على الكوفة ، وغزا بالناس طبرستان فافتتحها . ويقال : إنه افتتح أيضاً جرجان في سنة تسع وعشرين أو سنة ثلاثين ، وغز أذربيجان لما انتقضت فافتتحها ، ثم عزله عثمان ، واستعمل الوليد ، فمكث مدة ، ثم شكاه أهل الكوفة ، فعزله ، ورد سعيداً ، فرده أهل الكوفة ، وكتبوا إلى عثمان : لا حاجة لنا في سعيدك ولا وليدك ، وكان في سعيد تجبر وغظ وشدة سلطان .

الصفحة 63