كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 64 """"""
ولما قتل عثمان بن عفان كان سعيد والد عمرو ممن لزم بيته ، واعتزل حرب الجمل وصفين ، فلما اجتمع الناس على معاوية ولاه المدينة ، ثم عزله وولاها مروان بن الحكم ، وكان يعاقب بينه وبين مروان في ولاية المدينة ، وفيه يقول الفرزدق :
ترى الغر الجحاجح من قريش . . . إذا ما المرء في الحدثان غالا
قياماً ينظرون إلى سعيد . . . كأنهمو يرون به هلالا
وحكى الزبير بن بكار قال : لما عزل سعيد عن المدينة انصرف عن المسجد وحده ، فتبعه رجل ، فنظر إليه سعيد رضي الله عنه ، وقال : ألك حاجة قال : لا ، ولكني رأيتك وحدك ، فوصلت جناحك . فقال له : وصلك الله يا ابن أخي ، اطلب لي دواة وجلداً ، وادع لي مولاي فلانا ، فأتاه بذلك ، فكتب له بعشرين ألف درهم ، وقال : إذا جاءت غلتنا دفعنا ذلك إليك ، فمات في تلك السنة ، فأتى بالكتاب إلى ابنه عمرو ، فأعطاه المال .
وكان لسعيد بن العاص سبعة بنين ، وهم : عمرو هذا ومحمد ، وعبد الله ، ويحيى ، وعثمان ، وعنبسة ، وأبان .
وكانت وفاة سعيد في سنة تسع وخمسين . ولنرجع إلى أخبار عبد الملك :
ذكر عصيان الجراجمة بالشام وما كان من أمرهم
هذه الحادثة ذكرها ابن الأثير في سنة تسع وستين ، فقال : لما امتنع عمرو بن سعيد على عبد الملك خرج قائد من قواد الضواحي في جبل اللكام واتبعه خلق

الصفحة 64